حجج الاتفاقيات مع اميركا واهية جداً ، فمنهم من يقول من اجل التعاون الاستراتيجي والامني ، ومنهم من يقول من اجل حماية الشعب من الفقر والعقوبات الاقتصادية ، وكل هذه الترهات لاصحة لها البتة .
الاسعار ترتفع بصورة غير طبيعية ومعها يرتفع الدولار ، وارجوا ان لايقول احدا بان ارتفاع الدولار هو من سبب ارتفاع السلع ، فهذه ايضاً خدعة تمارس علينا منذ زمن بعيد ، الحقيقة انهم يرفعون اسعار المواد كافة من اجل رفع سعر الدولار ليكون العذر مقبولاً ، وهم انفسهم التجار لكل شيء .والا فأن المسكينة ( الدجاجة ) العراقية مازالت تبيض وهي تأكل حبات معدودات مما تيسر لها ، ولم تغير علفها الى ( سريلاك ) فائق الجودة .
حين جمعت شجاعتي كلها هذا الصباح لاشتري ( طبقة بيض ) ، كنت عازما ان اقتنيها للطعام وليس لجعلها داخل برواز ذهبي واخفيها عن العيون ، وحين اخبرني البائع ان سعرها (سبعة الاف وخمسمائة )دينار لم استغرب لكني لعنت في سري مجموعة ممن اعرف انهم السبب ، واكيد لن اذكر اسمائهم لاني اخاف القانون وخصوصاً ان اقوالهم اصبحت تدرس في المناهج الدراسية ، وبطولاتهم الفارغة لا عد لها ولا حصر .
جميع الشرفاء في العراق قالوا كلمتهم وطلبوا غلق السفارة وقطع العلاقات من المصدر الرئيسي للشر في العالم ، وليكن ما يكن فأن الشعب العراقي لن يتغير عليه شيء وكل الوعيد الذي يخشاه المعارضون لهذا الامر فارغ لاقيمة له ، ولاحياة بطعم الذل والمهانة ، ولا عزة ولا كرامة وسفيرتهم تصول وتجول وتطلق الاوامر رصاص قاتل بقلوب الشعب ، فمتى نفهم و ندرك اننا واقعاً تحت الاحتلال وهذا الاحتلال يمارس علينا كل سياساته القذرة من تجويع وزرع للفتن ، ولم يترك مفصلا من مفاصل حياتنا لم يدنسه ويتدخل فيه .
ان كنتم تبحثون عن عذر ، العذر ان شعبكم يرفض الخضوع ، وان كنتم تبحثون عن فرصة فان شعبكم يجوع ، اختاروا ما تشاؤون واغلقوا السفارة ، ليعود ( البيض )لسعره القديم ، وكفى عبودية لم تأتينا بل نحن من يطلبها ويطلب المزيد .