مزحة كتبها عراقي ضاقت به السبل اضحكتني وتركت بعض المرارة في فمي ، مزحة مغلفة بخيبة و وجع ، مزحة تعري كل خطابات الوطنية وتخبرنا اننا نرتع بالفشل ، المزحة تقول ؛ عندما توفى اديسون مخترع الكهرباء عام1931م تم اطفاء جميع كهرباء العالم لمدة دقيقة تكريما له ،
ومازال العراق يكرم الرجل الى يومنا هذا .
لو احصينا الوعود التي اطلقها السادة المسؤولون عن ملف الطاقة الكهربائية مذ عام 2003 الى يومنا هذا ، لوجدنا اننا قد انشأنا اكبر طاقة في العالم اجمع ، ولو جمعنا ماصرف من ميزانيات على ملف الكهرباء لوجدنا انفسنا امام رقم لايكتب ولا يسع احد نطقه من ضخامته ، فيا ترى ماهو السبب ؟، ولم لم نر رؤوساً معلقة بعد تقصيرها في هذا الامر ؟، افتونا بالله عليكم .
فضيحة كبيرة ان تمارس الحكومة الضغط على اصحاب المولدات الاهلية وتحاسبهم ، فهي اصلا فشلت في توفير ما نجح اصحاب هذه المولدات في توفيره ، ولو حصل وتوقفت هذه المولدات الاهلية لوجدنا انفسنا نعيش بظلام دامس ولهيب حارق ، ونصفنا في ردهات الانعاش ، اتحدث ليس دفاعا عن اصحاب هذه المولدات ولا حباً فيهم ، لكنهم انقذونا من فشل الحكومات وبنفس الوقت هم يستغلون حاجتنا اليهم ، وهذا الامر متفق عليه من الجميع .
هذا الصيف وذاك الشتاء والصيف الذي قبله ونحن نسمع تكرار الوعود باننا سنتخطى المرحلة السابقة ، وبعدها يخرج علينا صاحب الاوداج المنتفخة ليقول ان الخلل في المواطن الذي لايرشد استخدامه للطاقة الكهربائية ، ونعود لنفس دوامة السخرية من المتحدث ومن اساليبهم الرخيصة في كيفية معالجة الامر ، والمصيبة هذا الاصرار الذي لديهم في رفض التوجه للحل الحقيقي لانهاء معضلة الطاقة الكهربائية ، وهم على علم تام ان مفتاح حلها هو ( سياسي ) نعم مفتاح الحل ان يقول احدهم ( كلا ) يقولها بفمه ويديه ويشرح حقيقة الامر للشعب ، ويوفر علينا وعلى الساسة الكرام المراوغة والعيش بسخرية .
محطاتنا تعمل على الغاز لماذا ؟ ، شبكات نقل الطاقة منتهية الصلاحية لماذا ؟، محولاتنا يأكلها الصدأ في المخازن ولا ترى النور لماذا ؟، المخلصون ممن لديهم القدرة على انقاذ ملف الطاقة مهمشون ولا احد يستمع لهم لماذا ؟، الفاشلون يتسنموا مواقع كبيرة في هذا الملف ويصدرون لنا شعارات و وعوداً كاذبة لماذا ؟، يكفي اعذاراً ويكفي استهتاراً ويكفي خنوعاً واذلالاً للمواطن العراقي .
لم يبق بيدي غير ان ابحث عن قبر اديسون مخترع الكهرباء واسأله لماذا فشل الساسة العراقيون باصلاح الكهرباء على ( التوالي ) وما علينا ان نفعل لهم وهم ارباب الامر ولايعرفوا ( التوالي )من (التوازي )