عندما يشاهد العراقي موكب اعضاء مجلس محافظة من محافظات العراق يصيبه الحنق والحقد ويذهب بتفكيره الى كيفية الخلاص منهم وبأي ثمن ، وهذه واحدة من مجموع الاخطاء التي لم تعيرها الطبقة السياسية الاذن .
فديو متداول اليوم عن تجمع اعضاء مجلس محافظة ديالى لعقد اولى جلسات المجلس بعد انتخاب رئيسها الجديد ، هذا الفديو فيه من التضخيم والنفخ الشيء الكثير ، وفيه ايضا من الاستهانة بالشعب العراقي ايضاً ، وفيه ايضا تبديد لاموال العراق والعراقيين والهدر الذي لاينسجم مع مجلس محافظة ، دراجات من النوع الذي يستخدم باستقبال زعماء العالم يتبعه سيارات بوليسية ومن موديلات حديثة وبعدها الاسلحة المتوسطة التي تحمل على الناقلات ، ويتبعها المصفحات التي تقل حماياتهم الشخصية ،وبالطبع مع قطع للطريق ليمر هذا الموكب الذي يحمل على مقاعده احلام بريئة لرجال (( نذروا اعمارهم لخدمة الوطن ))، ولكم ان تتصورو حجم هذه ( الاحلام ) .
بالامس القريب كانت مراكز الشرطة مغلقة بامر اهالي المنطقة ، وهذا دليل على ان هنالك توتر بين اهالي المحافظة ومجلس المحافظة ، فكيف يسير اعضاء المجلس بهذه ( الابهة ) (وبنفخة ريش )لا تتناسب مع الوضع القائم ؟، ام انهم يريدون فرض هيبة قد سقطت وذهب بريقها منذ سنوات ، ام انهم فعلا لايدركون احجامهم الحقيقية ؟، افعالهم تجعلنا في حيرة من امرنا ، هل وصل الحال بنا الى صنع مزيداً من الرموز الكارتونية ونفخ القداسة والهيبة فيها ، وهم مجرد موظفين في دائرة من دوائر البؤس في المحافظات .
نعتقد ان البعض من الطبقة السياسية في العراق بحاجة الى تثقيف اكثر ، او الطرد خارج العراق ، فهؤلاء قد يكونوا السبب في اثارة السخط على الجميع ، لقد كانت مجالس المحافظات معطلة ولم يحصل شيء جديد بعد تفعيلها واعادة الحياة فيها ، وهي لم تقدم سابقا شيء يذكر للمحافظة ، ولن تقدم شيء مستقبلا ، والسبب ان الغاية التي من اجلها صنعت هذه المجالس مفقودة نهائيا ولا يسمح ان يجدها احد ويعمل بها ، وما تلك المجالس الا ادوات لبعض الاحزاب لتمسك من خلالها مقدرات تلك المحافظات يعني بصريح العبارة ( تجمع الوارد ) ، وهنا ينكشف سبب الاقتتال على دخول هذه المجالس الموقرة .
محافظة ديالى تشبه الان مالطا ،واليكم القصة ؛ (بعد خراب مالطا )، بعد أن أتى الاحتلال الفرنسي إلى مالطا قضي على الأخضر واليابس فيها ، حتى أصبحت خرابة بالفعل ، لا تشفع ولا تنفع ، وبعد ذلك تم تحريرها من ذلك الاحتلال الغاشم عليها ، ولكن كان ذلك بعد خرابها ، فانطلقت الجملة القائلة : بعد خراب مالطا ، وجرت على الألسنة حتى صارت مثلاً .