في الرابع عشر من كل عام لن ننسى صدمة العدو، ونبقى نستذكر ابتسامة الشرفاء والخيرين، يوم فوران الدم العراقي وانفجار القوة القتالية عالية المستوى، تلك القوة التي تشكلت ما بين ليلة وضحاها، وكأنها قد خطط لها مذ سنين، ذكرى تأسيس الحشد الشعبي المقدس.
الموازنة تلك المعضلة التي ترهق المواطن كل عام وتجعل الساسة يدورون حول أنفسهم، الموازنة التي تغير خارطة طريق الكتل السياسية وتجعل عدو الامس صديق اليوم والسبب تقارب المصالح الحزبية، هذه الموازنة نشهد فتيل اشتعال قبولها هذه الايام التي ينتظر فيها كل ذي حق حقه لتنصفه وتعيد له ما سلب منه، او تعيد له تقصير الحكومة بسبب وفرة المال، ومن اهم الذين ظلموا ظلماً كبيراً هم ابناء الحشد الشعبي.
كنا نعتقد ان الطبقة السياسية ستصنع تمثالا من ذهب لكل فرد من افراد الحشد الشعبي، وكيف لا والنعيم والرخاء الذي تعيشه الطبقة السياسية هو نتاج افعال وعرق ودماء وشقاء الحشد واهله، لكن يبدو ان هذه الطبقة ناكرة للمعروف ولا تبصر الا مغانمها، بدليل انها خلف كواليسها تعد ما يشبه التآمر على حقوق ابناء الحشد ناهيك عن المطالبة بحقوق الحشد، الا البعض ممن يقطرون السم في العسل، ولا ننكر ان هناك من هم فعلا يحاولون استحصال القليل من الحقوق المغبونة لكن لا يستطيعوا فعل شيء امام الارادات الجبارة والانياب القاطعة والتهديدات المميتة.
بصراحة لا يوجد أي استغراب، فمتى ثبتت مخرجات تصريحات الساسة الذين صدعوا لنا الرؤوس في اعلامهم، ومتى تبنى سياسي شيء وأكمل المسير فيه الى حين اكماله؟، المواقف تتشنج فيما بينهم حين تتغير نسب حصصهم فقط، وتقوم الدنيا ولا تقعد لو ان زيد اخذ أكثر من عبيد، اما الرجال الذين مازالوا ينزفون الدماء والعرق في جميع قواطع العمليات فلا أحد ينظر لهم الا لو كان هناك سبق سياسي او موجة قادمة يحاولون ركوبها.
يكفي فخراً ان الحشد الشعبي في عيون الشعب كبيراً جداً، وما أجمل الوصف الذي قاله الشاعر حيدر التميمي؛
حشدٌ أماطَ عن العراق ظلاما
فاستلَّ من فتوى الجهادِ حساما
ناداهُمُ جبلُ البلاد وسهلُه
فتسابقتْ أَقدامُهم أِ قداما
بمكارم الخُلُق الرفيع تزيّنوا
كحجيج مكّة قدّسوا الأحراما.
وفي هذه الذكرى لن ننسى ايضا ان الطبقة السياسية قد اعلنت العداء بجعل موازنتها تأكل حقوق الحشد بسخاء.