يعدّ تنظيم داعش الإرهابيّ من أبرز التنظيمات الإرهابية التي شهدتها المنطقة، إذ أثبت وجوده بين عشرات التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة والعالم، واستطاع أن يتمدّد ويتوسّع في وقت قصير مقارنة بعمر نشأته، وكان لهذا التنظيم مجموعة من العوامل ساهمت في توسعه والتهامه لمجموعة من التنظيمات الأخرى.
الصدمة والسيطرة
استولى داعش على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في مدّة زمنية قصيرة، وكان ذلك عبر استهدافه السريع والمباغت للمناطق الرخوة والضعيفة أمنيًا، وبمجرد الاستيلاء عليها يقوم بعمل حكم أشبه بالحكم المحليّ لكل ّمدينة أو قرية تكون تحت سيطرته ، ويشن حملة من الإجراءات القمعية على المدنيين الذين لا يبايعون التنظيم.
حرب العصابات
التجأت عصابات داعش إلى تكتيك حرب العصابات، وعمليات الكرّ والفرّ، ونادرًا ما كانت تضطر إلى المواجهة المباشرة مع الجيوش النظامية، وقد جندت في هذا التكتيك الهجمات بالسيارات المفخخة والكمائن، والهجمات المباغتة، وكذلك الانتحاريين وهذا الأسلوب جنب العصابات المواجهة المباشرة والتي غالبًا ما تكبّدها خسائر فادحة.
الإفادة من خبرات الأجانب
انضمّ إلى داعش آلاف المقاتلين الأجانب من مختلف دول العالم، وبعض تلك الجنسيات كانوا يمتلكون خبرات عسكرية عالية، وبعضهم كان في تنظيمات أخرى سابقًا، أو كان بعضهم من المشاركين في حروب الشيشان وأفغانستان ومناطق أخرى حدثت فيها المعارك، وهذه الخبرات ساعدت داعش في رسم خطط ومحاور الهجوم.
الحرب النفسية والإعلامية
أدرك داعش بأنّ حرب السلاح لا تكفي لذا عمل جاهدًا على تعزيز قنواته الإعلامية، وقد وظّف العديد من عناصره لتولي مهام تلك المعارك الإعلامية، فقامت تلك الفرق ببثّ الرعب في نفوس العالم، وذلك عبر نشر عمليات احتلاله للمدن وعمليات القتل والإعدام البشعة التي ينفذها.
الموارد المالية
استفاد التنظيم الإرهابي من الموارد الطبيعية مثل النفط في تمويل ميزانيته وعملياته العسكرية، فعمل على بيع تلك المواد في السوق السوداء، وأيضًا كان لداعش مردود اقتصادي آخر تمثّل في الضرائب التي كان يفرضها على المدنيين.
وعلى الرغم من تكتيكاته واستراتيجياته المتنوعة التي أسعفته لبرهة من الزمن إلّا أنّه لم يستطع أن يصمد طويلًا أمام أبطال القوات المسلحة، الذين طهروا الأرض من دنسه.