البحث المتقدم

البحث المتقدم

من مذكّرة شهر الخير ، العاشر من شهر رمضان الكريم

11 تقييم المقال

 

في مثل هذا اليوم من السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة، ودّع الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجته وشريكته في حياته ومحنته، سيدة الإسلام الأولى وأم سيد نساء العالمين إنها (السيّدة خديجة الكبرى عليها السلام)

نسبها وولادتها:

خديجة بنت خُوَيْلِد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصَي القرشية الأسدية المكنّاة بأم هند، وأم المؤمنين وأول الناس إسلامًا بإجماع المسلمين.

ولدت السيّدة خديجة قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة وكانت طاهرة حازمة شريفة وفي قومها لبيبة، ومن أوفر أهل مكَّة غنى.

حياتها قبل البعثة:

ليست هناك معلومات عن حياتها إبّان تلك الحقبة إلا شذرات من حياتها عليها السلام وهذه الشذرات دلت على علو شأنها بين العرب وكرامة نفسها وشرفها ورجاحة عقلها فضلاً عن غناها الذي كانت تضارب به الرجال في التجارة بشيء تجعله لهم منه -أي من ذلك المال- أو من ربحه، إضافة إلى مكانتها الاجتماعية المرموقة بين قومها، وقد وصفها ابن سيّد الناس ذلك بقوله: (خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسبًا وأعظمهم شرفًا وأكثرهم مالا( ووصفها البلاذري بقوله: (وكانت امرأة عاقلة حازمة برزة، مرغوبا فيها لشرفها ويسارها)

زواجها من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):

تضارب الأخبار وتباينت بشأن زواجها بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فمنهم من جعل منها متزوجة قبله ومنهم من جعلها غير متزوجة قبله ومهما يكن من أمر فليس هذا محل البحث فمن أراد الاستزادة والتحقيق فليرجع لأمهات الكتب، أما ما يهمنا في هذا التعريف هو أنها تزوجت من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الخامسة والعشرين من العمر، وأنجبت له (القاسم، وعبد الله، والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)).

دورها في الدعوة:

جمعت السيدة خديجة (عليها السلام) بين الإيمان والعمل، فكانت المصداق البارز للحديث الشريف (الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان) ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الالهي وآيات الذكر الحكيم بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة، فلم يبق من مالها شيء إلا وقد وضعته تحت تصرف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بأنها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لا يدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبًّا وحنانًا لمحمد في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.

مدفنها:

ووريت السيدة خديجة الكبرى التراب بعد أن فنزل (صلى الله عليه وآله وسلم) عند دفنها في حفرتها، وأدخلها القبر بيده، في مقبرة (المعلّى) من جبل الحجون، وكان قد كفّنها برداءٍ له ثمّ برداء من الجنّة، ومدفنها الآن في (مقبرة بني هاشم) في مكة المكرمة.

 

 

 

 

نعم
هل اعجبك المقال