حدث تاريخي حصل في مرحلتين في بداية القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين (القرن 13 و14 الهجريين)، وبحسب الباحثين، ففي سنة 1216ه، استغل الوهابيون ضعف الحكومة العثمانية وبدأوا الهجمة الأولى من الهجمات على العتبات المقدسة، خلال هذا الهجوم دافع أهالي النجف عن المدينة بقيادة الشيخ جعفر كاشف الغطاء.
واصل الوهابيون هجماتهم على النجف، وكربلاء، والحلة وغيرها من المدن العراقية، وعلى وجه الخصوص حاصرت النجف عدة مرات، ويرى الباحثون أن الوهابيين نظموا هذه الهجمات من أجل الوصول إلى كنوز مراقد أئمة الشيعة والوصول إلى بغداد.
أحداث الهجمة الأولى (1216هـ)
وقد ذكرت المصادر التاريخية أن هجوم سعود بن عبد العزيز الأول على العتبات يرتبط بغارته على كربلاء يوم عيد الغدير سنة 1216هـ وبحسب المؤرخين، فإن أهل النجف، الذين أدركوا عدم دعم الحكومة العثمانية للعتبات المقدسة، قاموا بنقل جواهر خزانة مرقد الإمام علي إلى بغداد، حتى لا يتم نهبها في حال تعرضها لهجوم من قبل الوهابيين، مثلما تعرضت خزانة الحرم النبوي وكربلاء لجأ البعض إلى مرقد الإمام علي، ولكن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، حشد أهل النجف وبدأ بجمع السلاح، ثم أغلقوا أبواب المدينة وحصنوا ظهرها بالصخور والحجارة الكبيرة.
أما الهجمة الثانية بقيادة فيصل بن سلطان الدويش حدثت في التاسع من شهر رمضان عام 1225ه على النجف ووصلت إلى محيط النجف.
وبحسب ما ذكره السيد محمد جواد العاملي في كتابه الفقهي )مفتاح الكرامة(، فإن القوات الوهابية نظمت هجوماً مباغتاً على النجف ليلة التاسع من شهر صفر سنة 1221هـ، قبل الفجر بساعة، وتمكنت من إيصال بعض قواتهم إلى أعلى سور المدينة، ويُعد عدم فتح المدينة في ذلك التاريخ من المعجزات الكبرى للإمام علي وبحسب بعض الروايات، في سنة 1223هـ، هاجم الوهابيون النجف مرة أخرى، ولكن عندما رأوا الاستعداد الدفاعي لأهل تلك المدينة، توجهوا إلى الحلة ثم إلى كربلاء وذكر الحسيني العاملي أن في التاسع من شهر رمضان سنة 1225هـ، حاصر الوهابيين النجف الأشرف، وحرم الإمام الحسين وأغلقوا الطرق وقتلوا 150 شخصاً من النجف.
سبب الهجمات المتكررة
ذكر إن الوهابيين أسسوا قاعدة في مكان يسمى (الرحبة) قرب النجف وإذا وجدوا أحداً يقتلونه ويرمون رأسه داخل سور النجف إضافة إلى وجود قاعدة في المنطقة، فكان سبب استمرار الهجمات الوهابية هو الصراع بين العشائر العراقية، والخلافات بين والي بغداد السابق والوالي الجديد، وتنافس بعض الجماعات في مدن مثل النجف للسيطرة على المدينة
نهاية الموجة الأولى من الهجمات
وبحسب المؤرخين، فقد استمرت الهجمات الوهابية حتى سنة 1225هـ، ولكن بسبب الاستعداد الدفاعي للمدن العراقية عادوا إلى نجد وبحسب بعض الروايات قام الوالي العثماني في بغداد بتشكيل جيش منظم من العشائر العراقيين في نهاية عام 1809 واستخدمه ضد الوهابيين.
فر الوهابيون إلى الصحراء ولم ينجحوا كثيراً في هجماتهم اللاحقة. ووفقاً لهذا النقل، انتهى الضغط الوهابي على العراق بحلول عام 1810م/ 1225هـ