ما يحدث هذه الأيام من وقوع دمشق بيد هيئة تحرير الشام- المتطرفة سابقا- وقيامهم بإهانة الأقليات السورية من العلويين والشيعة والدروز من تنكيل وتعذيب وسحل في الشوارع غير مراعين لحرمة الدم المسلم وقوانين حقوق الإنسان، وأنّ القوم هم أبناء القوم يحملون شعار بني أمية وأفكارهم ويتفاخرون بأجدادهم مطبّقين سياستهم ضدّ من يخالفهم بالتفكير.
وفي خضم تلك الإحداث نستذكر قول الإمام الحسين (عليه السلام) عندما قيل له: انزل على حكم بني عمّك فإنّهم لم يريدوا بك إلاّ ما تحبّ. والحسين (عليه السلام) لا يمكن أن يقبل بالإذلال، وأنه يُؤثر القتال ومواجهة الظالمين والشهادة في سبيل الله تعالى على أن يقبل بالذلة والسلامة تحت ظل اللئام.
فقال الحسين (عليه السلام): (لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد) وهو يعكس شخصيته القوية ورسوخ إيمانه وعقيدته والبعد الاستراتيجي لنظرته للأمور.
وأنّ عبيد الله بن زياد قد أمر جيشه بمحاربة الإمام الحسين (عليه السلام) في حال عدم الاستسلام، فألقى الإمام الحسين (عليه السلام) خطبته المعروفة قائلاً: )إنّ الدَعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة وهیهات منّا الذلّة) موضحاً خياره سلام الله عليه حين قال: (وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام).
وهذا لو تأملناه نرى أن الثبات على المبدأ هو الخيار الأفضل والأكمل؛ فمن جهة يضمن الكرامة والإباء للفرد في الدفاع عن دينه ووطنه بمواجهة التنظيمات الإرهابية النشطة في يومنا هذا، ومن جانب آخر ينال رتبة الشهادة التي شرّف الله بها أولياءه والمؤمنين من خالص عباده.