البحث المتقدم

البحث المتقدم

الحسن المجتبى "عليه السلام" نور

0 تقييم المقال

 

 

  إن الأولياء والأنبياء والرسل والأوصياء الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى له وخصهم به وطهرهم وعصمهم، وجعل كلمتهم نافذة ومطالبهم مجابة، وجميع هؤلاء العظماء تجمعهم حالة مشتركة وهي الطهارة المحضة كما جاء في الآية المباركة من سورة النمل آية:٥٦ "فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ" وكذلك يجمعهم عدم الانغماس في متاهة الشبهات -والعياذ بالله- لأنّهم من خيرة خلقه وأفضل البشر على الأرض خلقاً ومنطقاً وعلما وحكما.

 

 هم حجج الله على عباده والمستأنسين بالقرب منه والمتلذّذين بمناجاته ودعائه فهم إلى الله أقرب عمّن سواهم وعند طاعته أشوق، خلو بوجهه سبحانه وتعالى فكساهم لباس الهيبة والسؤدد وأعطاهم المواهب العظيمة والمزايا الجزيلة، فهم كلمة الله في الأرض ورسالته بين خلقه وحجته في عباده.

 

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام هو سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورابع أهل الكساء الذين خصهم الله بآية التطهير وهو سيّد شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين إلى جنب أخيه الإمام الحسين عليه السلام. وبقليل من البصيرة والتيقن نجد أن المؤمن البسيط بطبيعته قادر على غلب الهوى والانتصار على الملذات وإقامة حدود الله فيكف بأولياء الله؟ بل فكيف بمن وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سيّد شباب اهل الجنة -أي أن الإمام الحسن عليه السلام- هو أفضل وأعظم من كل المؤمنين، بل أعظم من كل شخص يدخل الجنة برحمة الله سبحانه وتعالى.

 

الانتهازيون والوصوليون وأبناء السلطة والمبغضون لدين الإسلام قد أعدّوا خطة محكمة في تصوّرهم الواهم بأن يشوهوا صورة الإمام الحسن عليه السلام وسمعته بين الخلائق، فجعلوا منه ذلك الرجل الخوّار والمزواج المطلاق، وذلك الرجل الذي يحب النساء والشبهات، المنغمس فيها على حدّ زعمهم الباطل، كماقد روي إن عليا قال وهو على المنبر: لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق. من مثيلاتها من الروايات والأحاديث التي ما أنزل الله بها من سلطان "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" سورة التوبة آية:٣٢

 

 (إنّ الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ ماشيًا، وربّما مشى حافيًا، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقةً يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجل (يا أيّها الذين آمنوا) إلاّ قال: لبيّك اللهمّ لبيّك، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلاّ ذاكرًا لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً) وهذا كلام الإمام الصادق عليه السلام في وصف الإمام الحسن عليه السلام.

 

كان الإمام الحسن عليه السلام صلب الإيمان منغمسًا في مناجاة الله وطاعته في أبهى صورها وأجمل معانيها، فكان سلام الله عليه مثالاً للتواضع والحلم والزهد فهو سليل النبوة ووارث الكتاب والطاهر المطهّر على رغم أنوف أهل الكفر والنفاق، وسيبطل الله جهدهم ويخسروا خسرانًا مبينًا، فسلام الله عليه يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث حيًّا.

نعم
هل اعجبك المقال