توارث الناس جيل بعد جيل قوانين واحكام الآباء والاجداد في مجمل عاداتهم وتقاليدهم التي هم بدورهم تربوا عليها تاركين خلفهم ارث قوي لا يمكن المساس به ضنا منهم ان الآباء كانوا أصحاب دراية وحكمة، والسعادة مقترنتا بهم حيثما رحلوا وارتحلوا.
هنا تشبع الابناء بالتغذية الوراثية التقليدية وتم تركيبهم على قالب معد لهم سابقا وحملوا راية الآباء وكأن راية النصر هي ما يحملون وتلك العادات هي القوانين السماوي التي لا مجال للنقاش فيها اطلاقا.
آذاني رجل بعدما اتم مهمته المقدسة وهي تربية أبنائه بالضرب بل المبرح وتلك الورد خائفة تترقب ان يهدا الاب لكي يعتذروا له عن الامتثال لفطرتهم السليمة التي خلقهم الله عليها وتقديم الوعود له بعدم اللعب بعد اليوم لكيلا ينزعج المربي الفاضل الذي اعتقدا ان هذا السلوك (الضرب) كفيلا بجعله أب اصبح يفرض القوانين، ما آذاني هو ما قال بعد تلك الحادثة التي يتقطع نياط قلب الام على أولادها وهي المسكينة لا تملك قوة ولا حول في ابداء رأيها لأن لا تعامل بالمثل، فليتربوا على ما تربينا عليه، سبحان الله لقد قال كلمة الإرث الاجتماعي السلبي الذي عاشت وترعرعت بقلبه وعقله وهو المنتشي بما فعل ايفاءً بالوعد الذي قطعة لأبيه وجده (وعد بالفور) بالحفاظ على تراثهم العقيم.
هنا وقف الإسلام وأبدى عن رأيه برحمه وعطف منقطين النظير في كيفية تربية الأبناء بما يتطابق مع كيانهم البريء، واظهر صرامة في محاربة تلك الأفكار المنحرفة التي آذت المجتمعات، وكان للرسول الكريم (ص) مواقف واضحة يعلم فيها الناس كيف يتعاملون مع الأطفال وهو يقبل سبطاه الحسن والحسين (ع) ويغدق عليهما من العطف والإحسان والحب، وكيف رد على الاقرع بن حابس الذي خاطب النبي (ص) وقاله له ان لي عشرة من الولد ما قبلت أحد منهم، فأجابه النبي (ص) قائلا "وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك". حتى يبين للناس ان الرحمة هي أساس التربية الحسنة، والغلظة والجفاء لهم من الأمور الخاطئ التي وقف اهل البيت (ع) ضدها وقال أبو عبد الله (عليه السلام): "أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام". دليل على اهتمام آل البيت الكرام (ع) بالجانب العاطفي من حياة الطفل وحث الآباء المؤمنين بالصبر على ما يلاقوه لا سيما في السنين الأولى من تعب وارهاق.
ولا بد من الإشارة الى أهمية البنت في أحاديث النبي الكريم (ص) لا سيما وان لتربية البنت خاصية عظيمة في دستور الإسلام وإن رعايتها والرفق بها واجب على كل مؤمن وجوب امتثال لا استحباب قائلا (ص): أنه "من كانت له ابنة واحدة كانت خيراً من ألف حُجّة، وألف غزوة، وألف بدنة، وألف ضيافة"، مخبراً ان "ما من بيت فيه البنات إلاّ نزلت كلّ يوم عليه اثنتا عشرة بركة ورحمة من السماء، ولا ينقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت يكتبون لأبيهنَّ كلّ يوم وليلة عبادة سنة".
يظنّ بعض الناس أنّ صغر سنّ الأولاد يسمح لهم بهامش كبير من التعاطي بلا حساب، على أساس أنّ الأولاد في هذه المرحلة لا يتأثّرون بنوعيّة التعامل معهم، إلاّ أنّ ما ورد في النصوص الدينيّة هو أنّ الطفل يكون شديد التأثّر والتلقّي، في سنواته الأولى خاصة ممّا يكون له أثر في تكوّن شخصيّته في المستقبل.