الانسان كائن اجتماعي بطبيعة فطرية واثقة ترى ان عليها التدبير الاقتصادي وإدارة الجانب المالي له كفرد منعزل عن نواة الاسرة او كرب عائلة تقع على عاتقه مسؤولية قيادة هذا الكيان المقدس نحو النجاح العلمي والثقافي فضلا عن الجانب الاقتصادي، الذي يعتبر من المال ذلك المعالج السحري الذي يستطيع ان يتغلب على مشاكل الحياة المادية التي قد تعتبر بشكل او بأخر من عوامل النجاح او الفشل لا سامح الله.
التدبير الاقتصادي والنجاح المالي هو في الأساس الهام ألهي محاط بالكثير من الخير والبركة من الخالق الى عباده كيفما يشاء، تثمينا لجهودهم الطيبة وما أقدموا عليه من سعي حثيث لتجنب الاسراف والتبذير وصرف تلك الأموال في مواقعها الصحيح.
هنا تجدر الإشارة الى ان التخطيط الشخصي بشقه الاقتصادي المالي سواء كفرد او أسرة هو اهم سمة من سمات النجاح لأنه يكشف ويوضح نقاط القوة والضعف ويحدد أماكن الخلل الواضحة في الكيان المالي، كما يقول اهل التنمية ان قضاء ساعة في التخطيط يغنيك عن اربع ساعات في التنفيذ، لذا يعتبر التخطيط من الأمور المهمة بل الأهم في عملية السير على طريق الحرية المالية ولو بشكله البراق.
ومن إيجابيات التخطيط أيضا هو فضح أماكن تبذير الأموال والاسراف غير المبرر لتقليص ذلك الخرم الكبير في الميزان المالي ومعالجته واصلاحه وما ينعكس على الفرد بالكثير من المنفعة المادية فضلا عن المنفعة المعنوية المتمثلة رضا رب العزة والجلالة على هذه الخطوة المباركة.
بعد ان عرفنا مكامن الخلل برز لدينا جانب لا يقل أهمية او تأثيرا عن الجانب المنصرم الذي تحدثنا عنه بل يوازيه في الأهمية، نتكلم هنا عن تعدد مصادر الدخل وتنويعها وزيادة الفسحة المالية، مما يساهم في تعزيز القوة المالية لدى الفرد.
إن السيطرة والاقتدار المالي يؤدي الى زيادة عنفوان الفرد لمواجهة الحياة والبدأ بتحقيق تلك الاحلام الدفينة التي عاشت بسباتها في قلب الانسان، وبقيت المخيلات الجميلية هي الراعية والحاضنة لذلك السبات في بعض أوقات الاستيقاظ وتعود لتكمل نومها بحسرة مبطنة كان للمجتمع القبيح الدور الأكبر في ذلك الألم الخفي في النفوس وقد يكون لبعض الأشخاص سبات أبدي وسرمدي.