قسم البلاغيون الكلام الى صنفين هما الانشاء والخبر ، يعني الكلام اما انشاء يعني وصف ولا يؤدي الى معلومة والخبر يؤدي الى معلومة .
لو قمنا بالاطلاع على خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد النبوي بعد وفاة ابيها (ص) فاننا نراها جمعت الخبر بطريقة انشائية بلاغية جعلت من يستمع اليها يكون مشدودا للمعلومة والاسلوب في طرحها .
هذه الخطبة يكفيها فخرا بما تتضمنه من معارف لتقول ان الزهراء عليها السلام لا تحتاج الى روايات موضوعة لرفع شانها ، وللاسف هنالك روايات غير صحيحة سمحت لمن يتربص بنا ان يكتب ( وباستهزاء ) عن تراثنا ومنهم بسام الجمل من مؤسسة ( مؤمنون بلا حدود ) عندما كتب عن المتخيل من تاريخ فاطمة عليها السلام ، حسب رايه طبعا ، وقد قال شططا،  فانتقى بعض الروايات الضعيفة بل الموضوعة ليستشهد بما يريد اثباته ، لكن الخطبة تدحض أي رواية موضوعة على لسانها ، ففي الخطبة دلائل على عدة مسائل تثبت علمية الزهراء عليها السلام ، ولا حاجة لوضع الاحاديث بحقها
هذه الخطبة كانت من اقوى الاسباب لفشل من يريد تهميشها او الغاء شخصيتها فمجرد ذكر خطبتها في بلاغات النساء جعلت المساعي التي بذلت للاخفاء فاشلة .
عندما يقول رسول الله (ص) فاطمة بضعة مني ، فيها من الالتفاتة الى مسالة مهمة ( لبضعة مني ) ليس على المستوى المادي فقط بل العلمي ايضا ، فهي بضعة من علومه أي ما تقوله هو علم عن رسول الله ، عن الله عز وجل .
ولاثبات انها بضعة من ابيها يكفي الاطلاع على خطبتها ، وفي هذا المقال لا يسعنا الحديث عن ما تضمنته الخطبة ومن يريد الكتابة عنها عليه ان يكون ضليعا باللغة العربية ، ليصل من خلالها الى عدة معارف منها وصف العرب ايام الجاهلية ، التوحيد ، النبوة ، الامامة ، اصول الدين واركانه ، ومجموعة من احكامه ، والاستدلال على حقها المغتصب .
في الخطبة ضمنا التفاتة رائعة لرد شبهتين ، والشبهة الاولى، هي من اثارها النواصب بان للشيعة مصحف خاص به هو مصحف فاطمة ، بينما عند الاطلاع على خطبتها فانها استشهدت بـ (27)  سبع وعشرين اية من القران الكريم ، ولم تذكر ولو كلمة واحدة على اساس انها من مصحفها ، لانه اصلا لا وجود لهكذا فرية . والايات التي استشهدت بها هي من القران الكريم الذي يتداوله المسلمون جميعا ( سنة وشيعة ) يعني رد شبهة ثانية هي ان الشيعة لا يقولون بتحريف القران والا لكان استشهدت الزهراء بالايات التي ينسبها المخالفون للشيعة بان لهم قران يذكر اسماء الائمة عليهم السلام .
اخيرا اذكر لكم هذا الموقف ، التقيت بزائر من البانيا اعتقد اسمه حلمي وسالته عن سبب الزيارة والتحول ، فقال كان لنا شيخا يحذرنا من الاختلاط بالرافضة ، وكان ايامها شهر محرم وكان الشيعة يقيمون الشعائر الحسينية في الجهة الاخرى من البلدة ، ولكنني اخذني الفضول فذهبت واطلعت وتفاجات ان الحسين امه فاطمة بنت الرسول بنت نبينا محمد (ص) ، عدت الى شيخنا وسالته هل للنبي محمد بنت اسمها فاطمة ؟ فاجابني هل التقيت برافضي ؟ قلت له عجبا سالتك فاجبني ، واخيرا تبين ان للنبي محمد (ص) بنت اسمها فاطمة يحاولون الغاء شخصيتها .
تخيلوا اذا كانت لهم القابلية لالغاء وجود انسانة الا تكون له القابلية على الغاء تراثها ؟ وليس هذا فقط فلو لم تكن الزهراء عليها السلام دليل حق وصدق لموقف تعرضت له لما فكروا باخفائها .

 
			  


 تقييم المقال
		  تقييم المقال 
	   
			
