إغلاق الباب
سيارات الأجرة كبيرها وصغيرها هي العصب النقلي للمجتمع العراقي؛ إذ إنها تؤدّي دورًا عظيمًا وهامًّا لا غنى للمجتمع عنها بل لا غنى للعالم بأسره عنها، ولذلك فنحن نتعامل معها بشكل مباشر ويومي إلا أن هناك بعض الملاحظ التي أدرجتها عبر تواصلي المباشر بهذا النوع من السيارات وبشكل مباشر ويومي أيضًا وأولى ملاحظي هي (إغلاق الباب).
كثيرة وكثيرة جدًا مشاهداتي لمن يركبون السيارة أنهم لا يغلقون الباب وراءهم سواء عند صعودهم فيها أو نزولهم منها، وأكثر مَن يكرّر هذه الحالة النساء كبارهن وصغارهن وشبابهن، الواحدة منهن تصعد وتنزل دون أن تغلق باب السيارة وراءها، وهذه حالة قبيحة في الواقع؛ لأنها خلاف الأخلاق، وخلاف التربية، وخلاف الواجب، فإن نظرنا إلى المسألة من ناحية الأخلاق فمن المعيب أن تترك الباب خلفك مفتوحًا، وإن نظرنا إلى المسألة من ناحية التربية فلم نترب على أن نفتح الباب ونتركه مفتوحًا (أي باب)، ومن ناحية الواجب فبما أن السائق قد وقف لك ليقلك إلى مكان ما فمن الواجب عليك أن تغلق الباب خلفك عند صعودكم أو نزولك من المركبة فضلا عن أن ترك الباب مفتوحا قد يؤدي إلى سقوط أحدهم على حين غرة.
ما أراه ليس كذلك لا سيما عند النساء -كما ذكرت- فلا أدري مَن علّمهنّ أنّ ذلك يخلّ بأنوثتهن وبـ(أتيكيتهن) أو حيائهن أو حجابهن؟، مَن علمهنّ أنّ ذلك ليس من شأنهن ولا من واجبهن؟ وإنما من واجب الرجل أن يغلق الباب خلفها في أي حين –وهذا ما يتكرر بشكل يوميّ أمامي-
عادةً ما أقول للسائق لماذا لا تتكلم عن هذا الشيء وقل لها (سدي الباب) وإن نزلت من السيارة وتركته ناد عليها (تعاي وسدي الباب) فيرد علي: (عادي)! لا ليس عاديًا بل من واجب السائق أن يشعر المقابل بأنّ من واجبه إغلاق الباب عند صعوده أو نزوله أيًّا كان، وأن يرفع نبرة صوته في ذلك لتوبيخ المقابل على هذا الفعل المعيب.
كنت دائمًا أقول في نفسي لو كنت سائقًا وحدث معي ذلك لقلت لمن لا يردّ الباب: (لو كان باب بيتك كان سديته.. ولو كان باب غرفتك كان سديته).
ما نحتاجه الآن هو أن تعي المرأة أنها ليست سيّدة على المجتمع، وليست هي المخدومة، فالناس ليسوا عبيدًا، نعم هناك بنات أطفال، وهنا نساء كبيرات في السن، وهناك من تنسى غلق الباب لكن هذا قليل، وهناك من تغلق الباب خلفها بكل هدوء وبشكل مهذب، لكن في الغالب هناك من لا عهد لها بغلق الباب، لأن هناك من يغلقه خلفها دون أن تعاني أو تقول شيئًا، وكأن المسألة أصبحت عرفًا عندهن، وهذا ليس عدلاً وليس صحيحًا، فعليهنّ أن يعين ذلك أنّ مثل هذه المسألة البسيطة في نظرهن هو واجب عليهن، ولا شأن لأحد بذلك إلا عند الضرورة.
ثم عليهن أن يحسبن أن هذا الباب وكأنه باب غرفهن الخاصة، باب بيوتهن المؤصدة، فضلا عن أن على السائق التنبيه لذلك ولو أعاد الكلام ألف مرة، فذلك أنفع وأنجع حتى يعي الجميع إلى ما هو واجب عليهم فعله.