البحث المتقدم

البحث المتقدم

آيات قرآنية من كتاب أبو طالب ثالث من أسلم للسيد الحسني (ح 5)

0 تقييم المقال

 

 

كل حلقة من حلقات هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.

جاء في کتاب أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم للسيد نبيل قدوري الحسني: وعن تصريح العترة النبوية عليهم السلام بإيمان أبي طالب يقول السيد نبيل قدوري الحسني: أخرج الشيخ أبو جعفر الصدوق بإسناد له: ان عبد العظيم بن عبد الله العلوي الحسني (روى عبد العظيم الحسني عن الحسن بن الحسين العمري، وروى عنه محمد بن خالد البرقي. كما في كامل الزيارات: الباب 25، فيما جاء في قاتل الحسين وقاتل يحيى بن زكريا عليهما السلام، الحديث 10. وروى عن عمر بن رشيد، وروى عنه عبيد الله بن موسى، تفسير القمي: سورة الجاثية، في تفسير قوله تعالى: "قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّه" (الجاثية 14) المدفون بالري كان مريضاً فكتب إلى أبي الحسن الرضا عليه): عرفني يا بن رسول الله عن الخبر المروي: ان أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منها دماغه؟ فكتب إليه الرضا عليه السلام: (بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فانك ان شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار).

وعن وفاته وتشيعه عليه السلام يقول السيد الحيدري في كتابه: وهكذا تبدأ اللحظات الأخيرة تسير بعجل لتطوي هذه الصفحات من الجهد والجهاد والتضحية والإيثار لتنتقل هذه الروح الطاهرة إلى بارئها وهي تحمل "خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى" (البقرة 197) لكنَّ أبا طالب لم يكن وحيداً بل كان يحفُّ به أولاده وقد ملأ قلبهم الحزن والألم ثم بعد لحظات قليلة تفيض هذه الروح المطمئنة فتتحادر معها دموع الأحبة. فتوجع لموته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توجعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً. ثم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: امضِ يا علي فتول أمره وتول غسله وتحنيطه وتكفينه فإذا رفعته على سريره فأعلمني. ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات فلما رفعه أمير المؤمنين عليه السلام على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرق وتحزن وقال: وصلتك رحمْ، وجزيت خيراً يا عم، فقد كفلت صغيراً، ونصرت وآزرت كبيراً. ثم أقبل على الناس وقال: أما والله لا شفعنّ لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين. ولم يصل عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن الصلاة لم تكن نزلت بعد ولهذا لم يصل على خديجة عليها السلام أيضاً.

عن أولاد أبو طالب منهم جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما يقول السيد نبيل قدوري الحسني في كتابه أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم: وهذا يشير إلى أنه أسلم بعد أخيه علي وأبيه وخديجة فيكون بذلك رابع من أسلم. ومما يدل عليه: 1 ــ ما رواه الصدوق رحمه الله عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (أول جماعة كانت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام معه إذ مرّ أبو طالب به وجعفر معه فقال: يا بني صل جناح ابن عمك. فلما أحسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقدمهما وانصرف أبو طالب مسروراً وهو يقول: ان علياً وجعفراً ثقتي * عند ملم الزمان والكرب والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي. إلى أن قال فكانت أول جماعة جُمعت ذلك اليوم). 2 ــ قال علي بن إبراهيم القمي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ" (الحجر 91). قال: قسموا القرآن ولم يؤلفوه على ما أنزله الله، فقال: "لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)" (الحجر 92-93). وقوله: "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)" (الحجر 94-95). فإنها نزلت بمكة بعد أن نُبِّئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث سنين وذلك أن النبوة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم دخل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي وعلي بجنبه وكان مع أبي طالب عليه السلام جعفر فقال له أبو طالب: (صل جناح ابن عمك). فوقف جعفر على يسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة يأتمون به فلما أتى لذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه: "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ" (الحجر 94).

يقول السيد الحسني في كتابه أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم عن نتيجة البحث: بعد هذه الجولة بين مباحث الكتاب وما تمخض عنها من استدلالات عدة لترشد اللبيب إلى حقائق تتعلق بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشخصية أبي طالب عليه السلام ويمكن إجمالها بالآتي: 1 ــ ان حديث الضحضاح الذي رواه البخاري وغيره، هو حديث موضوع ومكذوب فيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناهيك عن كونه يصرخ بانتهاك حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنزال الأذى به. 2 ــ ان هذه المباحث قد أوقفت القارئ على حقيقة وقت إسلام أبي طالب عليه السلام، وتحديداً هو بعد إسلام خديجة وولده علي عليهم السلام فكان ثالث من أسلم. 3 ــ انه كتم إسلامه لحكمة بالغة أثبتت نجاحها الإنجازات التي حققها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، كما ان الحال الذي أصبح عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة عمه وما أصابه من أذى كبير لخير دليل على حكمة أبي طالب في كتمانه إسلامه. فلولا هذا التكتم الذي انتهجه أبو طالب عليه السلام لما قام هذا الدين ولقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قتل وصلب غيره من الأنبياء عليهم السلام. 4 ــ ان نظرية سرية الدعوة النبوية خلال السنين الثلاث الأول هي نظرية مختلقة أفرزتها الأحداث التي أعقبت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسجتها بعض الأقلام التي أرادت التزلف لدى الحكام وأرباب السلطة لغرض البقاء مدة أطول في الحكم من خلال دفع الناس عن التوجه إلى آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 5 ــ أن السيرة النبوية الطاهرة قد تعرضت ومازالت لهجمات همجية ووحشية، بل هي أشد بشاعة من الهجمات التي تشن من أجل الإبادة العرقية على الأرض؛ فليس هناك أبشع من الجهل، والتضليل، وتحجير الفكر على الإنسان. فلو علم أصحاب الفكر العرقي أو المذهبي وحشية، ما رسخ في أذهانهم وبشاعته لما قدموا على تضليل الناس وتحجير أفكارهم وسفك دمائهم. ولو علم المسلمون حقيقة ما تعرضت له سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته على أيدي أئمة الضلال، لماتوا أسفاً وكمداً، ولأيقنوا أنه لم يبق من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه. "وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32)" (سبأ 31-32).

نعم
هل اعجبك المقال