يُعدّ الذهب والفضة من المعادن الثمينة والنفسية التي لعبت دورًا هامًا في التاريخ كأصول استثمارية من جهة وملاذ آمن من جهة ثانية، وقد ارتبطت أسعار كليهما بعلاقة طردية، بمعنى أنّه عندما يرتفع سعر أحدهما، يميل سعر الآخر إلى الارتفاع أيضًا وغالب الامر ان طبيعتهما تميل الى الصعود دائما نظراً لكونهما من المعادن الثمينة والاستثمارية بنفس الوقت، ويدخلان في صناعة المجوهرات والالكترونيات وبعض الأدوات الطبية.
يقدر حجم سوق الذهب العالمي بحوالي 10 تريليون دولار، حيث يعتبر أكبر وأكثر سيولة من سوق الفضة، وكذلك يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا تقليديًا في ظلّ الأزمات في حين تُعدّ الفضة أكثر تقلبًا من الذهب، مما يعني أنّها قد تُحقّق عوائد أعلى، وتُستخدم الفضة في العديد من الصناعات، بما في ذلك الطاقة الشمسية، لا سيما وان الفضة تُعدّ أرخص من الذهب، مما يجعله أكثر جاذبية للمستثمرين ذوي الميزانيات المحدودة، وحجم سوق الفضة العالمي يقدر بحوالي 1.5 تريليون دولار.
تتأثر حركة الذهب والفضة بعدة أمور اقتصادية منها
- التضخم: يزداد الطلب على المعادن النفيسة كملاذ آمن من التضخم، مما يُؤدّي إلى ارتفاع أسعارها.
- أسعار الفائدة: عندما تنخفض أسعار الفائدة، يزداد الطلب على المعادن النفيسة كبديل عن الاستثمار في السندات والودائع.
- الأزمات الاقتصادية: في ظلّ الأزمات الاقتصادية، يزداد الطلب على المعادن النفيسة كملاذ آمن، مما يُؤدّي إلى ارتفاع أسعارها.
وعوامل جيوسياسية:
- الحروب: تُؤدّي الحروب إلى حالة من عدم الاستقرار، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن في المعادن النفيسة.
- التوترات السياسية: تُؤدّي التوترات السياسية إلى ارتفاع أسعار المعادن النفيسة، حيث يزداد الطلب عليها كملاذ آمن.
كذلك العوامل المتعلقة بالطلب والعرض:
- الطلب على المجوهرات: يُؤثّر الطلب على المجوهرات المصنوعة من الذهب والفضة على أسعارها.
- الطلب الصناعي: يُؤثّر الطلب على الذهب والفضة في الصناعات المختلفة على أسعارها.
- العرض من المناجم: يُؤثّر العرض من مناجم الذهب والفضة على أسعارها.
فلو دققنا النظر الى بعض الاحصائيات المعلن عنها فيما يخص العائد المتعلق بالذهب والفضة سوف نجد أن
متوسط عائد الذهب على مدى 10 سنوات: 9.3%
متوسط عائد الفضة على مدى 10 سنوات: 11.7%
العائد على الذهب خلال عام 2022: 4.1%
العائد على الفضة خلال عام 2022: 7.3%
من سنة 2000م الى 2023م ارتفع الذهب بنسبة 10% بينما ارتفعت الفضة بنسبة 15%
هذا يعني ان الفضة متجهة للارتفاع بشكل أكبر وأسرع وان المستثمرين فيها سوف يكون لهم النصيب الأكبر من تحقيق العوائد المادية في المستقبل المتوسط والبعيد، غير متناسين أهمية الاستثمار بالذهب في كل الأوقات والازمنة إلا أن للفضة في هذه المرحلة اليد العليا والكلمة الأقوى.
يُمكن للمستثمرين الاستثمار بكل من الذهب والفضة بالطرق الأتية:
- شراء السبائك: شراء السبائك من الذهب والفضة هي الطريقة الأكثر شيوعًا للاستثمار في هذه المعادن.
- الصناديق الاستثمارية المتداولة (ETFs): تُوفّر هذه الصناديق للمستثمرين فرصة الاستثمار في الذهب والفضة دون الحاجة إلى شراء السبائك.
- العقود الآجلة: تُوفّر هذه العقود للمستثمرين فرصة التداول على أسعار الذهب والفضة في المستقبل.
عُدَّ كل من الذهب والفضة من الأدوات الاستثمارية الجيدة، واختيار المعدن المناسب للاستثمار فيه يعتمد على أهداف المستثمر ومدى تقبله للمخاطر، وحجم راس المال الخاص به واستعداده المعنوي لذلك الاستثمار، ولا ننسى ان للفضة اسبقية الاحصائيات والميزانية المنخفضة والعائد الأكبر.