لقد أكّد الإمامُ جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) على ضرورة تهذيبِ النفوسِ، وإصلاحها فعلاً من خلال التخلّي عن الرذائل والتحلّي بالفضائل.
وحثّ وأوصى أصحابه وشيعته بضرورةِ اكتسابِ الأخلاقِ الحَسَنةِ، ومَرضيّ الأفعالِ، وقرنها سلوكاً بطلبِ العِلم والعملِ به خالصاً.
وذلك لأنّ الإنسانَ الذي يُحسّنُ مِنْ خُلقه لا ينعكسُ حُسنه على نفسهِ فحسبُ، بل ينعكسُ ذلك على مَذهبه ومعتقده ودينه وعنوانه الذي يُمثّله وكيانه الفكري والاجتماعي الذي ينتمي إليه.
وبعكسِ ذلك وخلافه فإذا ما ساءَ خُلقه وسلوكه، فإنّه سيجلبُ السوءَ على نفسه ودينه وعنوانه ومُقدّساته ومَقامه الفكري والاجتماعي.
ولأجل هذا وردَ عنه (عليه السلام) التحذير والتشديد في ذلك.
إذ قال:
(فإنّ الرجُلَ منكم إذا ورعَ في دينه وصَدَقَ الحديثَ وأدّى الأمانةَ وحسّنَ خُلقه مع الناسِ قِيلَ: هذا جعفري فيسرّني ذلك ويدخلُ عليَّ منه السرورُ، وقيل: هذا أدبُ جعفرٍ، وإذا كان على غير ذلك دَخَلَ عليَّ بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدبُ جعفرٍ)
: الكافي، الكليني ,ج2,ص636.