البحث المتقدم

البحث المتقدم

لغويّات

2 تقييم المقال

 

كثُرت الأغلاط والأخطاء اللغوية في الآونة الأخيرة؛ وذلك بسبب التعاطي مع اللغة بكلّ ما فيه يُسر في اللفظ والكتابة من دون الالتفات إلى صحّة الاستعمال أو التركيب، فضلًا دلالته المعنوية، فكثير من الكُتّاب يستعملون تركيبًا ما فيه دلالة لغويّة خاطئة، وعندما تصحّح له ما يجب أن يكتبه، يقول لك: أليس مفهومًا عند العامة؟ هذا كافٍ.

والحقّ معه بنسبة معينة، ولكن ليس معه بنسبة كبرى، إذ المهم هو تقويم لسان الناس وفهمهم على اللغة الفصيحة الصحيحة، لا على غير ذلك، ثمّ أنّنا مؤتمنون على لغتنا لأنّها هويتنا وبها ثقافتنا.

في هذا المقال أود أنّ أنقل بعض الفوائد اللغوية التي قد تفيد من يرومون الكتابة، أو من تمرّسوا الكتابة لكنهم غفلوا عن بعض دقائقها، وهذه الفوائد منقولة من كتاب (الفوائد والمباحث اللغوية في مجلة لغة العرب)، وإليك بعض منها:

(غيور) لا تجمع على (غيورين) ولا (نشيط) على (نشيطين) ولا يجمع جمعاً سالما ما شابههما

يظنّ بعض الكتّاب أنّ كل ما يجيء على وزن (فعيل) أو (فعول) يجمع جمعاً (صحيحاً) قياساً مطّرداً، ولهذا يقولون في جمع غيور ونشيط: غيورين ونشيطين، وليس الأمر كذلك، فإن النحاة قد نصّوا على أن جمع ما يستوي فيه المذكر والمؤنث وهو أغلب ما يكون في باب فعيل وفعول لا يجمع جمعاً صحيحاً بل يكسّر ، اللهم إلا ما نقل عنهم مجموعاً جمعاً صحيحاً؛ ولهذا لا يقال في جمع غيور إلا (غُيُر) بضمتين، ولا في جمع نشيط إلا نِشاط (بالكسر)، ونَشَاطَى بالتحريك في الأولين والقصر في الآخر.

 لا يقال : المشاركة مع فلان خطرة

قد أكثر كُتّاب هذا العصر من قولهم مثلاً: المشاركة مع فلان خطرة، وهم كثيراً ما يضمون إلى وزن (فاعل) في جميع صيغه واشتقاقاته الأداة (مع)، والحال معنى هذه الأداة موجودة في الصيغة نفسها؛ لأنها تدلّ على المشاركة، فلا يجوز إذاً أن يقال: المشاركة مع فلان خطرة، وإنما يقال: (مشاركة فلان خطرة)، وإنما تدخل (مع) في وزن تفاعل، فيقال: (التحارب معه مهلك) مثلاً.

لا تقل : الكتاب تحت الطبع

ويقول بعضهم: (الكتاب تحت الطبع)، وهذا التعبير إفرنجي بحت لا وجه مجازي عربي له إلا بتكلُّف، وإنّما العرب تقول في مثل هذا التعبير: (الكتاب يُطبع) لا غير. احفظ كل ذلك تُصِب إن شاء الله.

المصدر: الفوائد المباحث اللغوية في مجلة لغة العرب: 1/39.

نعم
هل اعجبك المقال