يتبرك قلمي بأن يكتب بعض السطور لقائد لا مثيل له، لم تنجب الأيام مثله لعقود، إنه قبس من نور آل محمد، وسيداً من سادات بني هاشم ينير الطريق لجمهوره، ويأخذ بأيديهم إلى حيث الخلق الرفيع، والعزة والكرامة والنصر، إنه السيد العظيم وشهيدنا الأقدس نصرالله (قدس الله سره)
حيث يمثل شهيدنا عنواناً للتوكل على الله تعالى، إذ يأخذ بأيدينا لنكون جنوداً للإمام المنتظر دائماً، بلسانه الفصيح وشجاعته المنقطعة النظير، كان يزرع الأمل ويثبت القلوب ليدفعها إلى الأمام، ليشاهدوا ماذا يصنع التوكل والاتكال على الله تعالى، مع العمل والاستعداد لمواجهة العدو.
إن أهم نقاط القوة هي الخوف من الله تعالى فقط، ومن يصل إلى هذا المستوى هو الموحد لله تعالى، ما قاله السيد عبدالجبار العوادي في معرض شرح مقام التوحيد، إن المثال الحالي للموحد هو السيد حسن نصرالله، الذي لم يعبأ بقوة العدو، فقد كان جبلاً لا يهزه تهديد، ولا يخاف من وعيد.
كانت الأمة بين فترة وأخرى تُكحل عينيها بالنظر إلى وجهه المبارك، حيث يطل عليها بالحقيقة، فيدحض كذب ونفاق ودجل العدو، فقد كان صادقاً لأبعد الحدود كأجداده الطاهرين، كان يشد على القلوب ويهدي النفوس، ويزرع الأمل، كان جبلاً يتكىء عليه كل من عرفه، عاش عمراً في سبيل الله تعالى، وفي خدمة المظلومين.
لم يراودنا الشك مطلقاً أن شهيدنا الأقدس سيقضي على العدو، بين يدي الإمام المنتظر إذا لم يكن قبله، ولكن إرادة الله شاءت أن يلتحق بركب الخالدين.
لقد كان إنموذجاً للمنتظر الذي يعمل لرفع أسباب الغيبة، فإن تأليف القلوب وربطها بأواصر عقائدية، لتصبح بنياناً مرصوصا، تتكسر عليه كل آمال وأهداف العدو، وكذلك يحرر أرضه وأهله من سلطة الكيان اللقيط المجرم، فالسيد كان جزءاً من جسد الأمة الإسلامية، التي ما إن أصابتها أزمة إلا وتداعى لها السيد بالمساعدة والوقوف على حلها.
إن الاختبار والامتحان الإلهي، دائماً ما يحصل في أهم ما يمتلك سواء الإنسان أو الأمة، فيكون نتيجة هذا الامتحان هو معرفة الصابرين والمجاهدين (أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ) والله تعالى امتحننا باستشهاد السيد، الذي لم يكن بالحسبان! لقد كان الامتحان صعباً جداً وعاطفياً، لأنه قائد فذ ومعشوق الأمة الإسلامية، الذي يعد قدوة لهم، لقد غاب عنا جسده لكنه متجسد متجذر فينا روحاً وعقيدة، وصوته الهادر يبث فينا روح الحزم والعزم والنصر، ويشحذ همم المجاهدين الصابرين في سوح الجهاد، كذلك نحن في قلب المعركة مع العالم المتغطرس الذي تمثله إسرائيل.
لقد أستشهد السيد نصر الله ليمنحنا مناعة من كل الجراح، فمن يصاب باستشهاد سماحة السيد نصر الله، سوف تهون عليه الدنيا وما فيها من مصاعب وآلام، ويبقى التوكل على الله وتسديد إمام زماننا حاضراً بيننا، وهذا ما يمنحنا قوة وصلابة وإرادة في هذه المعركة، التي إن شاء الله ستقصم ظهر العدو بإذن الله الواحد القهار.