جاء الإسلام بمنهجٍ شاملٍ ينظم حياة الإنسان ويصون كرامته، ويهدف إلى بناء مجتمع قائم على الطهارة والفضيلة. ومن القضايا التي أولتها الشريعة الإسلامية عناية كبيرة قضية منع الاختلاط بين النساء والرجال ، لما لها من أثر مباشر في حفظ الأخلاق واستقرار المجتمع. وقد شرع الإسلام ضوابط واضحة للعلاقات الإنسانية، حمايةً للأعراض وسدًّا لأبواب الفتنة.
فالاختلاط المحرّم هو الذي يتم دون حاجة أو ضوابط، ويؤدي إلى التهاون في الحياء، أو التبرج، أو الخلوة، أو إطلاق النظر والحديث بغير ضرورة والأفضل الابتعاد عن كل اختلاط وقد حرص الدين على الوقاية قبل العلاج، فنهى عن كل ما قد يفضي إلى الانحراف، لأن النفس البشرية ضعيفة، والفتنة إذا فُتحت أبوابها يصعب التحكم في عواقبها.
ولم يأتِ تحريم الاختلاط انتقاصًا من قدر المرأة أو تقييدًا لحريتها، بل تكريمًا لها وصيانة لمكانتها. فالمرأة في الإسلام مكرّمة مصونة، والرجل كذلك مأمور بغضّ بصره وضبط سلوكه، تحقيقًا لمبدأ العفاف المتبادل
تبقى حرمة الاختلاط مبدأً شرعيًا يهدف إلى حماية الفرد والمجتمع، والحفاظ على نقاء العلاقات الإنسانية. وإن التمسك بهذه القيم ليس تراجعًا أو تشددًا، بل هو وعيٌ بحكمة التشريع وحرصٌ على بناء مجتمع يسوده الاحترام والعفاف والاستقرار.




تقييم المقال

