البحث المتقدم

البحث المتقدم

واحدة بواحدة.. أضواء على سيرة العلماء 4

0 تقييم المقال

لا شكّ أنّ المزاح شيء مباح ولعله انقلب مستحبًا ذا ثواب عند الله إذا اقترن بهدف جميل كإدخال السرور في قلب المؤمن وهذا غالبا ما يحصل بين المؤمنين وبين بعض الأساتذة والطلاب لا بقصد الإساءة وإنما بقصد إضفاء روح المتعة والسرور في قلوب المازحين.


ومن القصص التي ترد في هذا الإطار قصة تقول أن تلاميذ المرحوم آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري (مؤسس حوزة قم العلمية) قرّروا بين أنفسهم أن يمازحوا أستاذهم يوم عطلة.
فقالوا للشيخ: نحن لا نريد تعطيل الدرس غداً.
فلمّا وجدهم الشيخ مصرّين على ذلك
قال لا بأس سوف القي لكم الدرس.
ففي صباح اليوم التالي أرسل الشيخ الحائري خادمه ليأتي بخبر حضور التلاميذ فعلاً أم لا!
عاد الخادم وأخبر الشيخ أنهم حاضرون ومنتظرون له.
فتحرك إليهم الشيخ وارتقى منبر الدرس، فما أن شرع في الكلمة الأولى حتى قام التلاميذ وخرجوا إلى ساحة المدرسة وهم يضحكون!
علم الشيخ مقلبهم فضحك ونزل من المنبر وجاء بينهم
وأخذ يقول لهم مبتسماً: إن الهدف أن نتعلم وندرس، ولقد مزحتم وضحكتم، فالآن ما دمنا كلّنا حاضرون فلننتهز الفرصة ونعود إلى الدرس.
وافق الجميع وعادوا إلى أماكنهم فارتقى الشيخ الحائري المنبر ونظر إليهم ولما شاهدهم قد أعدّ كلّ منهم قلمه ودفتره وهم ينتظرون من الشيخ أن يبدأ في إلقاء الدرس، فاجئهم بالنزول من المنبر فودّعهم ضاحكاً عليهم وهو يقول: مرّة أنا أكون بلا تلاميذ، ومرّة أنتم تكونوا بلا معلّم، واحدة بواحدة!
وهكذا ضحكوا جميعاً وكان يوم سرور وعطلة واستراحة.

هكذا كانت أخلاق العلماء مع طلبتهم رحمهم الله.

نبذة عن حياة الشيخ الحائري

هو عبد الكريم بن محمّد جعفر المهرجرديّ اليزديّ الحائريّ القميّ، وُلد في وسط أسرة بسيطة في مهرجرد (من توابع مدينة ميبد الإيرانية) سنة 1276 هـ، وكان أبوه من الصلحاء ورجال القرية المعروفين.

مشايخه:

تتلمذ الشيخ رحمه الله طوال حياته على يد علماء كبار يُشار إليهم بالبنان، منهم:

تلامذته:

أخذ عنه الكبار من علماء الحوزة العلمية حيث تمكّن رحمه الله من تربية جيل كبير من الأعلام والباحثين الكبار تسنّم البعض منهم مقام المرجعية، ومنهم:

وفاته:

لبّى الشيخ الحائري نداء ربّه في السابع عشر من ذي القعدة سنة 1355هـ ق بعد أن أمضى خمس عشرة سنة في قم المقدّسة، وقد شيّع جثمانه تشييعًا مهيبًا. وبعد أن صلّى آية الله السيّد صادق القمّي على الجثمان الطاهر حُمل جسده إلى مثواه الأخير في حرم السيّدة معصومةسلام الله عليها.

مؤلفاته:

  • دُرَرُ الفوائد.
  • حاشية على العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي،
  • حاشية على أنيس التجار للملا مهدي النراقي
  • ذخيرة المعاد.
  • مَجمع الأحكام.
  • مَجمع المسائل.
  • مُنتخب الرسائل.
  • وسيلة النجاة.
  • ومناسك الحج.
نعم
هل اعجبك المقال