اتفق وزير تجارة مع شركة رز من الخارج بتجهيز رز للبطاقة التموينية بقيمة 20 مليون دولار، في حين السجلات الرسمية بينت أن المبلغ المخصص للعقد 100 مليون دولار والمستلم من قبل الوزير. وبعد توزيعه وتناول المستهلكين للرز تبين بعد سنتين أن شحنة الرز هذه كانت منتهية الصلاحية. وبعد التدقيق والتحقيق تبين وجود عملية رشوة اشترك بها الوزير مع أربعة من كبار موظفي الوزارة حيث استلم الوزير نصف الرشوة والنصف الآخر وزعت على كبار الموظفين الأربعة بالتساوي. كم حصل الوزير وكل موظف من الرشوة؟
مبلغ الرشوة الكلي = المبلغ حسب السجلات - المبلغ المدفوع لشركة الرز المنتهي الصلاحية = 100 - 20 = 80 مليون دولار. نصف مبل الرشوة استلمها وزير التجارة = 0.5 × 80 = 40 مليون دولار. بقية مبلغ الرشوة = 80 - 40 = 40 دولار. كل موظف من كبار موظفي الوزارة الاربعة استلم رشوة مقدارها = 40/4 = 10 مليون دولار.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن الفساد "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الاسراء 4) قضينا إلى بني إسرائيل: أوحينا إليهم و أعلمناهم بما سيقع منهم من الإفساد مرّتين. وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ: أخبرهم الله تعالى في كتابهم أنهم سيفسدون مرتين. وأخبرنا بني إسرائيل في التوراة التي أُنزلت عليهم بأنه لا بد أن يقع منهم إفساد مرتين في "بيت المقدس" وما والاه بالظلم، وقَتْل الأنبياء والتكبر والطغيان والعدوان.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن الفساد "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الاسراء 4) لما تقدم أمره سبحانه لبني إسرائيل عقب ذلك بذكر ما كان منهم وما جرى عليهم فقال "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ" أي: أخبرناهم وأعلمناهم "في الكتاب" أي: في التوراة "لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ" أي: حقا لا شك فيه أن خلافكم سيفسدون في البلاد التي تسكنونها كرتين وهي بيت المقدس وأراد بالفساد الظلم وأخذ المال وقتل الأنبياء وسفك الدماء وقيل: كان فسادهم الأول قتل زكريا والثاني قتل يحيى بن زكريا عن ابن عباس وابن مسعود وابن زيد قالوا ثم سلط الله عليهم سابور ذا الأكتاف ملكا من ملوك فارس في قتل زكريا وسلط عليهم في قتل يحيى بخت نصر وهو رجل خرج من بابل. وقيل: الفساد الأول قتل شعيا والثاني قتل يحيى وإن زكريا مات حتف أنفه عن محمد بن إسحاق قال: وأتاهم في الأول بخت نصر وفي الثاني ملك من ملوك بابل وقيل كان الأول جالوت فقتله داود عليه السلام والثاني بخت نصر عن قتادة وقيل: أنه سبحانه ذكر فسادهم في الأرض ولم يبين ما هو فلا يقطع على شيء مما ذكر عن أبي علي الجبائي "وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" أي: ولتستكبرن ولتظلمن الناس ظلما عظيما والعلونظير العتو هنا وهو الجرأة على الله تعالى والتعرض لسخطه.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الفساد "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الاسراء 4) قوله تعالى:" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" قال الراغب في المفردات،: القضاء فصل الأمر قولا كان ذلك أوفعلا، وكل واحد منهما على وجهين: إلهي وبشري فمن القول الإلهي قوله:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه" أي أمر بذلك، وقال: "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ" فهذا قضاء بالإعلام والفصل في الحكم أي أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما وعلى هذا" وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ". ومن الفعل الإلهي قوله: "وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ" وقوله:" فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ" إشارة إلى إيجاده الإبداعي والفراغ منه نحو: "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". قال: ومن القول البشري نحوقضى الحاكم بكذا فإن حكم الحاكم يكون بالقول، ومن الفعل البشري "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ" "ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ" انتهى موضع الحاجة. والعلو هو الارتفاع وهو في الآية كناية عن الطغيان بالظلم والتعدي ويشهد بذلك عطفه على الإفساد عطف التفسير، وفي هذا المعنى قوله: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا". ومعنى الآية وأخبرنا وأعلمنا بني إسرائيل إخبارا قاطعا في الكتاب وهو التوراة: أقسم وأحق هذا القول أنكم شعب إسرائيل ستفسدون في الأرض وهي أرض فلسطين وما يتبعها مرتين مرة بعد مرة وتعلون علوا كبيرا وتطغون طغيانا عظيما.
ان الله تعالى ربط الفساد بالأرض في آيات عديدة منها "وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ" (الرعد 25). و "لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ" (الإسراء 4) وربما يتكرر الفساد من الشخص او المجموعة أكثر من مرة. و (الكهف 94)، و "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ" (المؤمنون 71) لم يذكر الفساد في السماوات إلا قليلا، و "الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (الشعراء 152)، و"وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (النمل 48). و "وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (القصص 77) وعليك ان لا تبغي الفساد في الأرض. و من ايات فساد الأرض"نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا" (القصص 83)، و "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ" (الروم 41)، و "أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ" (ص 28)، و "إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ" (غافر 26)، و "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ" (محمد 22).
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن الفساد "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الاسراء 4) المعنى الجملي لهذه الآيات ان اللَّه أخبر بني إسرائيل انهم يفسدون في الأرض أولا، فيسلط عليهم من يذلهم بالقتل والأسر والسلب والنهب، ثم يستردون قوتهم، ولكن يعودون إلى الإفساد ثانية، فيسلط عليهم أيضا من يضربهم الضربة الثانية، وفيما يلي التفصيل: 1 - "وقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ". المراد بالقضاء هنا الاعلام والإيحاء، لا القضاء بمعنى الحكم والأمر لأن اللَّه لا يقضي بالفساد: "قُلْ إِنَّ اللَّهً لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ" (الأعراف 28)، والمراد بالكتاب التوراة التي أنزلت على موسى بدليل قوله تعالى: "وآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ". والمعنى ان اللَّه سبحانه أخبر بني إسرائيل ان خلفهم سيفسدون في الأرض مرتين. 2 - "لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ". وليس المقصود بإفسادهم هنا الإفساد بمعناه العام الذي يشمل الكفر والكذب وأكل الربا، وتدبير المؤامرات ونحوها. فان هذا هو دينهم ودينهم في كل عصر وجيل، وكل طور من أطوار حياتهم، فلقد قال تعالى فيما قال عنهم: "وقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا" إلى قوله "كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَساداً واللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (المائدة 64). ليس المقصود الإفساد العام، وانما المقصود الإفساد الخاص، وهو الحكم والسيطرة، وان حكمهم هو الإفساد بالذات بدليل قوله تعالى مخاطبا بني إسرائيل: 3 - "ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً". والقرآن الكريم يستعمل العلو في الطغيان والإفساد قال تعالى: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ" (القصص 4). وقال: "تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ ولا فَساداً والْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" (القصص 83).
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن الفساد "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الاسراء 4) بعد هذه الإِشارة تدخل الآيات إِلى تاريخ بني إِسرائيل المليء بالأحداث، فتقول: "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا". كلمة (قضاء) لها عدّة معان، إِلاّ أنّها استخدمت هنا بمعنى (إِعلام) أمّا المقصود مِن (الأرض) في الآية ـ بقرينة الآيات الأُخرى هي ارض فلسطين المقدسة التي يقع المسجد الأقصى المبارك في ربوعها. الآية التي تليها تفصل ما أجملته مِن إِشارة إِلى الإِفسادين الكبيرين لبني إِسرائيل والحوادث التي تلي ذلك على أنّها عقوبة الهية فتقول: " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا" وارتكبتم ألوان الفساد والظلم والعدوان " بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ". وهؤلاء القوم المحاربون الشجعان يدخلون دياركم للبحث عنكم: " فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ". وهذا الأمر لا مناصَّ منه: " وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا". ثمّ تشير بعد ذلك الى أنّ الإلطاف الإلهية ستعود لتشملكم، وسوف تعينكم في النصر على أعدائكم، فتقول: " ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا". وهذه المنّة واللطف الإِلهي بكم على أمل أن تعودوا إِلى أنفسكم وتصلحوا أعمالكم وتتركوا القبائح والذنوب لأنّه: " إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا". إِنّ الآية تعبِّر عن سُنَّة ثابتة، إذ أن محصلة ما يعمله الإِنسان مِن سوء أو خير تعود إِليه نفسه، فالإنسان عندما يلحق أذىً أو سوءاً بالآخرين، فهو في الواقع يلحقه بنفسه، وإِذا عمل للآخرين، فإِنّما فعل الخير لنفسه، أمّا بنو إِسرائيل، فهم مع الأسف لم توقظهم العقوبة الأُولى، ولا نبهتهم عودة النعم الإلهية مجدداً، بل تحركوا باتجاه الإِفساد الثّاني في الأرض وسلكوا طريق الظلم والجور والغرور والتكبّر.