البحث المتقدم

البحث المتقدم

هلاك صدام: سوء عاقبة الظالم (ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)

0 تقييم المقال

جاء في الموسوعة الحرة عن انتهاكات مسندة إلى صدام حسين: المحاكمة والاعدام: نفذ في العراق فجر السبت حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام لنحو ربع قرن قبل أن تتم الإطاحة بالرئيس العراقي السابق إثر الغزو الذي قادته القوات الأمريكية عام 2003. المحاكمة: أثناء محاكمته رفض صدام إعطاء أي إجابة حول ما إذا كان بريئا أم لا بعد قراءة القاضي لائحة الاتهام المفصلة مختتما بذلك قضية الإدعاء. وعندما سأل القاضي صدام عما إذا كان مذنبا أجاب الرئيس العراقي السابق: "لا أستطيع القول مجرد نعم أم لا. أنا رئيس العراق وفقا لإرادة العراقيين ولا أزال الرئيس حتى هذه اللحظة، هذه ليست طريقة يتم بها التعاطي مع رئيس العراق". وقد وجه الاتهام إلى صدام وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، بإصدار الأوامر بقتل 148 شخصا من أهالي الدجيل في المرحلة الأخيرة من الحملة التي أعقبت محاولة الاغتيال، كما اتهما بإصدار أمر بقتل تسعة أشخاص في الأيام الأولى من الحملة. وتشمل بقية التهم الاعتقال غير القانوني لـ 399 شخصا إضافة إلى عمليات تعذيب ضد نساء وأطفال وتدمير عدد من الحقول. وبلغ عدد الذين قرأ القاضي لوائح الاتهام ضدهم ثمانية متهمين، جميعهم إما أعلنوا براءتهم أو رفضوا الإجابة. الدفاع: قال صدام حسين عند استجوابه للمرة الأولى داخل المحكمة، بأن الأدلة التي سيقت ضده مزورة، وعرض الادعاء العام بطاقات هوية تخص 28 عراقيا تقل أعمارهم عن 18 سنة أعدموا بموافقة صدام علما أن القوانين العراقية المعمول بها في عهد النظام السابق كانت تنص على أن أدنى سن لتنفيذ حكم الإعدام هو 18 سنة. غير أن صدام حسين قال إن الأدلة مزورة لأن بطاقات الهوية يمكن تزويرها، وأضاف أن الشهود الذين جلبهم الإدعاء العام للشهادة ضده تمت رشوتهم أو تلقينهم كيفية الشهادة ضده. التنفيذ: تم إعدام صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذو الحجة) الموافق 30 ديسمبر 2006. وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافيًا لجدل قانوني في أمريكا التي اعتبرته أسير حرب. دُفن صدام في مسقط رأسه العوجة في محافظة تكريت حيثُ قامت القوات الأمريكية بتسليم جثته لثلاثة أفراد من المحافظة أحدهم شيخ عشيرة ألبو ناصر التي ينتمي لها والذي قُتل لاحقاً، وتم إغلاق منافذ البلدة لحين الانتهاء من الصلاة عليه ودفنه في قاعة المناسبات الكبرى التي كان من قبل قد دفن فيها نجليه عدي وقصي وحفيده مصطفى الذين قتلوا عام 2003 في الموصل على يد الأمريكان بعد معركة استمرت زهاء الخمس ساعات، حسب شهادة ابن عمه في مقابلة مع الجزيرة.

صدام لعنه الله ذاق مرارة أعماله في الدنيا قبل الآخرة هو ومقربيه وأعوانه وكل من تسبب في أذى الشعب العراقي. والله تعالى لم يظلم أحد ولكن الظالم ظلم نفسه بعدم طاعة ربه الذي منعه من سفك الدم البريء وظلم الناس. عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل وعلا "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد" (فصلت 46) احتج سبحانه عليهم بأن قال "من عمل صالحا فلنفسه" أي من عمل طاعة فلنفسه لأن ثواب ذلك واصل إليه ومنفعته تكون له دون غيره "ومن أساء فعليها" أي من عمل معصية فعلى نفسه وبال ذلك وعقابه يلحقه دون غيره "وما ربك بظلام للعبيد" وهذا على وجه المبالغة في نفي الظلم عن نفسه للعبيد وإنما قال ذلك مع أنه لا يظلم مثقال ذرة لأمرين (أحدهما) أن من فعل الظلم وإن قل وهو عالم بقبحه وبأنه غني عنه لكان ظلاما (والآخر) أنه على طريق الجواب لمن زعم أنه يظلم العباد فيأخذ أحدا بذنب غيره ويثيبه بطاعة غيره. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل وعلا "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد" (فصلت 46) تكرر هذا المعنى في العديد من الآيات، منها الآية: "فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ولا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (يس 54). والآية: "الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ" (غافر 17) وكثير غيرها من الآيات التي تنطق بأن الإنسان مخير غير مسير.

الله سبحانه لا يظلم أحد من عباده "وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" (فصلت 46) من عمل بطاعة الله في هذه الدنيا وأتمر بأوامره سبحانه فله الجنة في الآخرة "مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ" (فصلت 46) ومن عمل بمعاصي الله في دنياه فلا يجزى الا النار "وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا" (فصلت 46) لذلك كل فعل ردة فعل تناسبه بالعدل فلا يظلم أحد، فهو باختياره حصد ما عمله. وكما قال عز من قائل "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (يونس 44) فالظلم يأتي نتيجة معصية العبد باختياره والا اساسا فهو بفطرته يعلم ان هذا طريق الصواب وهذا طريق يؤدي الى المعصية فعليه اجتنابه.

وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جل وعلا "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد" (فصلت 46) أي إن العمل قائم بصاحبه ناعت له فلوكان صالحا نافعا انتفعت به نفسه وإن كان سيئا ضارا تضررت به نفسه فليس في إيصاله تعالى نفع العمل الصالح إلى صاحبه وهو الثواب ولا في إيصال ضرر العمل السيىء إلى صاحبه وهو العقاب ظلم ووضع للشيء في غير موضعه. ولوكان ذلك ظلما كان تعالى في إثابته وتعذيبه من لا يحصى من العباد في ما لا يحصى من الأعمال ظلاما للعبيد لكنه ليس بظلم ولا أنه تعالى ظلام لعبيده وبذلك يظهر وجه التعبير باسم المبالغة في قوله: "وما ربك بظلام للعبيد" ولم يقل: وما ربك بظالم.

الله تعالى بين الحق والباطل في آيات قرآنية التي حملت أصحاب القرار أما دخولهم الجنة أو النار "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" (البقرة 286)، و "مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" (فصلت 46)، و "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا" (الاسراء 7)، و "فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا" (الانعام 104).

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل وعلا "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد" (فصلت 46) في الآية الأخيرة من المجموعة نقف أمام قانون عام يرتبط بأعمال الناس، وقد أكّده القرآن مراراً. وهذا القانون يكمل البحث السابق بشأن استفادة المؤمنين من القرآن، بينما يحرم غير المؤمنين أنفسهم من فيض النور الإلهي والهدى الرّباني. لذا فإنّ من لم يؤمن بهذا الكتاب والدين العظيم فسوف لن يضروا الله تعالى ولا يضروك، لأن الحسنات والسيئات تعود إلى أصحابها، وهم الذين سينالون حلاوة أعمالهم ومرارتها.

نعم
هل اعجبك المقال