البحث المتقدم

البحث المتقدم

أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت

0 تقييم المقال

3101- عن أبي جعفر عليه السلام: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر، وركعتا الفجر في السفر والحضر).

3102- قدم أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس في موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج وكان بين الأوس والخزرج حرب قد بقوا فيها دهراً طويلاً، وكانوا لا يضعون السّلاح لا باللّيل ولا بالنّهار، وكان آخر حرب بينهم يوم يغاث، وكانت للأوس على الخزرج، فخرج أسعد بن زرارة وذكوان الى مكّة في عمرة رجب يسألون الحلف على الأوس، وكان أسعد بن زرارة صديقاً لعتبة بن ربيعة فنزل عليه، فقال له: إنّه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئناك نطلب الحلف عليهم، فقال له عتبة: بعدت دارنا من داركم، ولنا شغل لا نتفرّغ لشيء، قال: وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟ قال له عتبة: خرج فينا رجل يدّعي أ نّه رسول الله، سفّه أحلامنا، وسبّ آلهتنا، وأفسد شبّاننا، وفرّق جماعتنا، فقال له أسعد: من هو منكم ؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطّلب من أوسطنا شرفاً وأعظمنا بيتاً وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم: النضير وقريظة وقينقاع أنّ هذا أو ان نبيّ يخرج بمكّة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنّكم به يا معشر العرب، فلمّا سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمع من اليهود، قال: فأين هو؟ قال: هو جالس في الحجر، و إنّهم لا يخرجون من شعبهم إلاّ في الموسم، فلا تسمع منه ولا تكلّمه فإنّه ساحر يسحرك بكلامه، وكان هذا في وقت محاصره بني هاشم في الشعب فقال له أسعد: فكيف أصنع وأنا معتمر لا بدّ لي أن أطوف بالبيت؟ قال: ضع في اُذنيك القطن، فدخل أسعد المسجد وقد حشا اُذنيه بالقطن، فطاف بالبيت ورسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر اليه نظرة فجازه، فلمّا كان في الشّوط الثّاني قال في نفسه: ما أجد أجهل مني؟ أيكون مثل هذا الحديث بمكّة فلا أتعرّفه حتّى أرجع الى قومي فأخبرهم، ثمَّ أخذ القطن من اُذنيه ورمى به، وقال لرسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله أنعم صباحاً فرفع رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله رأسه اليه وقال: قد أبدلنا الله به ما هو أحسن من هذا، تحيّة أهل الجنّة: السّلام عليكم، فقال له أسعد: إنّ عهدك بهذا لقريب، الى ما تدعو يا محمّد؟ قال: الى شهادة أن لا اله إلاّ الله وانّي رسول الله، وأدعوكم الى: (أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم و إيّاهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلاّ بالحقّ ذلكم وصّاكم به لعّلكم تعقلون * ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالّتي هي أحسن حتّى يبلغ أشدّه وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلّف نفساً إلاّ وسعها و إذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصّاكم به لعلّكم تذكّرون" (الانعام 151-152) فلمّا سمع أسعد هذا قال له: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأ نّك رسول الله يا رسول الله بأبي أنت واُمّي، أنا من أهل يثرب من الخزرج، وبيننا وبين إخوتنا من الأوس حبال مقطوعة، فان وصلها الله بك، ولا أجد أعزّ منك، ومعي رجل من قومي فإن دخل في هذا الأمر رجوت أن يتمم الله لنا أمرنا فيك، والله يا رسول الله لقد كنّا نسمع من اليهود خبرك، ويبشّروننا بمخرجك، ويخبروننا بصفتك، وأرجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا، ثمَّ أقبل ذكوان فقال له أسعد: هذا رسول الله الّذي كانت اليهود تبشّرنا به وتخبرنا بصفته فهلمّ فأسلم فأسلم ذكوان.

- جاء في مناقب آل أبي طالب: وقعت معركة بدر الكبرى في السابع عشر من شهر رمضان وكان لواء رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله مع مصعب بن عمير ورايته مع عليّ عليه ‌السلام ويقال رايته مع عليّ عليه ‌السلام وراية الأنصار مع سعد بن عبادة وكان سبب هذه الغزوة أنّ عير قريش خرجت الى الشام فيها خزائنهم، فأمر النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله أصحابه بالخروج ليأخذوها، فأخبرهم أنّ الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين: إمّا العير و إمّا قريش إن ظفر بهم فخرج في ثلاثماءة وثالثة عشر رجلاً فلمّا قارب برراً كان أبو سفيان في العير فلمّا بلغه أنّ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله قد خرج يتعرّض العير خاف خوفاً شديداً ومضى الى الشام فلمّا وافى النقرة اكترى ضمضم بن عمرو الخزاعي بعشرة دنانير وأعطاه قلوصاً وقال له: امض الى قريش وأخبرهم أنّ محمّداً والصّباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرّضون لعيركم فأدركوا العير وأوصاه أن يحزم ناقته ويقطع أذنها حتّى يسيل الدم، ويشقّ ثوبه من قبل ودبر فاذا دخل مكّة ولّى وجهه الى ذنب البعير وصاح بأعلى صوته وقال: يا آل غالب يا آل غالب اللّطيمة اللّطيمة، العير العير، أدركوا أدركوا وما أراكم تدركون فانّ محمّداً ولاصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرّضون لعيركم فخرج ضمضم يبادر الى مكّة ورأت عاتكة بنت عبد المطّلب قبل قدوم ضمضم في منامها قبل ثلاثة أيّام كأنّ راكباً قد دخل مكة يناي: يا آل غدر يا آل غدر اغدوا الى مصارعكم صبح ثالثة ثمَّ وافى بجملة على أبي قبيس فأخذ حجراً مذهدمه من الجبل فما ترك داراً من دور قريش إلاّ أصابه منه فلذه وكان وادي مكّة قد سال من اسفله دمَاً فانتبهت ذعرة فأخبرت العبّاس بذلك فأخبر العباس عتبة بن ربيعة فقال عتبة هذه مصيبة تحدث في قريش وفشت الرؤيا في قريش وبلغ ذلك أبا جهل فقال: ما رأت عاتكة هذه الرؤيا وهذه بنيّة ثانية في بني عبد المطّلب واللاّت والعزّى لتنتظرنّ ثلاثة أيام فان كان ما رأت حقّاً فهو كما رأت و إن كان غير ذلك لنكتبنّ بيننا كتاباً أ نّه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجالاً ولا نساءً من بني هاشم فلمّا مضى يوم قال أبو جهل هذا يوم قد مضى فلمّا كان اليوم الثاني قال أبو جهل: هذان يومان قد مضيا فلمّا كان اليوم الثالث وافى ضمضم ينادي في الوادي: يا آل غالب يا آل غلاب. الخ فتصايح النّاس بمكّة وتهيّأوا للخروج وقام سهيل بن عمرو وصفوان بن اُميّة وأبو البختري بن هشام ومنبّه وبنيه ابنا الحجّاج ونوفل بن خويلد، فقال: يا مشعر قريش والله ما أصابكم مصيبة أعظم من هذه أن يطمع محمّد والصباة من أهل يثرب أن يتعرّضوا لعيركم الّتي فيها خزائنكم فوالله ما قريشيّ ولا قرشيّة إلاّ لها في هذا نشّ فصاعداً و إنّه لمن الّذل والصغار أن يطمع محمّد في أموالكم ويفرّق بينكم وبين متجركم فأخرجوا وأخرج صفوان بن اُميّة خمسماءة دينار وجهّز بها وأخرج سهيل بن عمرو وما بقي أحد من علظماء قريش إلاّ أخرجوا مالاً وحملوا وقوداً وخرجوا على الصعب والذلول لا يملكون أنفسهم وخرج معهم العباس بن عبد المطّلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وأخرجوا معهم القيان يشربون الخمور ويضربون بالدفوف وخرج رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله في ثلاثماءة وثلاثة عشر رجلاً فلمّا كان بقرب بدر على ليلة منها بعث بسيس بن أبي الزغبا وعديّ بن عمرو يتحبسسان خير العير فأتيا ماء بدر وأناخا راحليتهما و إستعذبا من الماء وسمعا جاريتين قد تشّبثت إحداهما بالاُخرى تطالبها بدرهم كان لها عليها فقالت: عير قريش نزلت أمس في موضع كذا وكذا وهي تنزل غداً هنا وأنا أعمل لهم وأقضيك فرجعا الى رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله فأنبراه بما سمعا، فأقبل أبو سفيان بالعير فلمّا شارف بدراً تقدّم العير وأقبل وحده حتّى إنتهى الى ماء بدر وكان بها رجل من جهينة يقال له: كسب الجهنيّ فقال له يا كسب هل لك علم بمحمّد وأصحابه ؟ قال: لا، قال: واللاّت والعزّى لئن كتمتنا أمر محمّد لا تزال قريش لك معاوية آخر الدهر فانّه ليس أحد من قريش إلاّ وله شيء في هذا العى فلا تكتمني فقال والله مالي علم بمحمّد، وما بال محمّد وأناخا راحليتهما ورجعا فلا أدري من هما، فجاء أبو سفيان الى موضع مناخ إبلهما ففتّ أبعار الإبل بيده فوجد فيها النوى فقال: هذه علائف يثرب هؤلاء والله عيون محمّد فرجع مسرعاً وأمر بالعير فأخذ بها نحو ساحل البحر وتركوا الطريق ومرّوا مسرعين ونزل جبرئيل على رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله فأخبره أن العير قد أفلتت وأنّ قريشاً قد أقبلت لمنع عيرها وأمره بالقتال ووعده النصر وكان نازلاً بالصفراء فأحبّأن يبلو الأنصار لأ نّهم إنّما وعدوه أن ينصروه في الدار فأخبرهم أنّ العير قد جازت وأنّ قريشاً قد أقبلت لتمنع عيرها وانّ الله قد أمرني بمحاربتهم فجزع أصحاب أصحاب رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله من ذلك وخافوا خوفاً شديداً

3104- تكملة الفقرة 3103 عن معركة بدر الكبرى: فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله أشيروا عليّ فقالم أبو بكر فقال: يا رسول الله إنّها قريش وخيلاؤها ما آمنت منذ كفرت ولا ذلّت منذ عزّت ولم نخرج على هيئة الحرب، فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله إجلس فجلس فقال أشيروا عليّ فقام عمر فقال مثل مقالة أبي بكر فقال: إجلس ثمَّ قام المقداد فقال: يا رسول الله إنّه قريش وخيلاؤها وقد آمنّا بك وصدّقناك وشهدنا أنّ ما جئت به حقّ من عند الله والله لا أمرتنا أن نخوض جمر الغضا وشوك الهراس لخضنا معك ولا تقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى: "إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون" (المائدة 24) ولكنّا نقول: إذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون فجزاه النبيّ خيراً ثمَّ جلس، قمَّ قال: أشيروا عليـ فقام سعد بن معاذ فقال: بأبي أنت وُامّي يا رسول الله كأنّك أردتنا ؟ قال: نعم قال: فلعلّك خرجت على أمر قد اُمرت بغيره؟ قال: نعم، قا قال: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله إنّا قد آمنّا بك وصدّقناك وشهدنا أنّ ما جئت به حقّ من عند الله فمرنا بما شئت وخذ من أموالنا ما شئت واترك منه ما شئت والذي أخذت منه أحبّ اليّ من الّذي تركت والله لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك، فجزاه خيراً، ثمَّ قال: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله والله ما خضت هذا الطريق قطّ ومالي به علم وقد خلّفنا بالمدينة قوماً ليس نحن بأشدّ جهازاً لك منهم، ولو علموا أ نّه الحرب لما تخلّفوا ولكن نعدّ لك الرواحل ونلقى عدوّنا فانّا صبّر عند اللّقاء، أنجاد في الحرب، و إنّا لنرجو أن يقرّ الله عينك بنا، فان بك ما تحبّ فهو ذاك، وان يك غير ذلك قعدت على رواحلك فلحقت بقومنا، فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله: أو يحدث الله غير ذلك كأنّي بمصرع فلان ههنا وبمصرع فلان ههنا وبمصرع أبي جهل وعتبة بن ربيٌّه وشيبة بن ربيعة ومنبّه وبنيه ابني الحجّاج فانّ الله قد وعدني إحدى الطّائفتين ولن يخلف الله الميعاد فأمر رسول الله بالرحيل حتّى نزل عشاء على ماء بدر وهي العدوة الشاميّة، وأقبلت قريش فنزلت بالعدوة اليمانية وبعثت عبيدها تستعذب من الماء فأخذوهم أصحاب رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله وحبسوهم، فقالوا لهم: من أنتم قالوا: نحن عبيد قريش قالوا: فأين العير؟ قالوا: لا علم لنا بالعير، فأقبلوا يضربونهم وكان رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله يصلّي فانفتل من صلاته فقال إن صدقوكم ضربتموهم و إن كذبوكم تركتموهم، عليّ بهم، فأتوا بهم، فقال لهم، من أنتم ؟ قالوا: يا محمّد نحن عبيد قريش قال: كم القوم؟ قالوا: لت هلك لنا بهم بعددهم قال: كم ينحرون في كل يوم جزوراً؟ قالوا: تسعة الى عشرة فقال رسول الله تسعماءة الى ألف، قال: فمن فيهم من بني هاشم؟ قال: العبّاس بن عبد المطّلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب فأمر رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله بهم فحبسوا وبلغ قريشاً ذلك فخافوا خوفاً شديداً ولقي عتبة بن ربيعة أبا البختري بن هشام فقال له: أما ترى هذا البغي؟ والله ما أبصر موضع قدمي خرجنا لنمنع عيرنا وقد أفلتت فجئنا بغياً وعدواناً والله ما أفلح قوم قطّ بغوا، ولوددت أنّ ما في العير من أموال بني عبد مناف ذهب كلّه ولم نسر هذا المسير فقال له أبو البختري: إنّك سيّد من سادات قريش فتحمّل العير الّتي أصابها محمّد وأصحابه بنخلة ودم ابن الحضرميّ فإنّه حليفك فقال عتبة: أنت عليّ بذلك وما على أحد منّا خلاف إلاّ إبن الحنظليّة يعني أبا جهل فصر اليه وأعلمه أنّي قد تحملت العير التي قد أصابها محمّد ودمّ ابن الحضرميّ فقال أبو البختريّ فقصدت خباه و إذا هو قد أخرج درعاً له فقلت له: إنّ أبا الوليد بعثني اليك برسالة فغضب ثمَّ قال: أما وجد عتبة رسولاً غيرك ؟ فقلت أما والله لو غيره أرسلني ما جئت ولكن أبا الوليد سيّد العشيرة فغضب غضبة اُخرى، فقال: تقول سيّد العشيرة؟ فقلت: أنا أقوله وقريش كلّها تقوله إنّه قد تحمّل العير ودم ابن الحضرميّ فقال: إنّ عتبة أطول الناس لساناً وأبلغه في الكلام ويتعصّب لمحمّد فإنّه من بني عبد مناف و إبنه معه ويريد ان يحذّر الناس لا واللاّت والعزّى حتّى نقحم عليهم بيثرب ونأخذهم اُسارى، فتدخلهم مكّة وتتسامع العرب بذلك ولا يكون بيننا وبين متجرنا أحد نكرهه وبلغ أصحاب رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله كثرة قريش ففزعوا فزعاً شديداً وشكوا وبكوا و إستغاثوا.

3105- تكملة الفقرة 3104 عن معركة بدر الكبرى: فانزل الله على رسوله: "إذ تستغيثون ربّكم فاستجاب لكم أنّي ممدّكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلاّ بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلاّ من عند الله إنّ الله عزيز حكيم" (الانفال 9-10) فلمّا أصبح رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله عبّأ أصحابه، وكان في عسكر رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله فرسان: فرس للزبير بن العوّام وفرس للمقداد وكانت في عسكره سبعون جملاً يتعاقبون عليها، فكان رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله وعليّ بن ابي طالب عليه ‌السلام ومرشد بن ابي مرشد الغنويّ على جمل يتعاقبون عليه، والجمل لمرشد، وكان في عسكر قريش أربعماءة فرس، فعبّأ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله أصحابه بين يديه وقال: غضّوا أبصاركم ولا تبدؤهم بالقتال ولا يتكلّمنّ أحد فلمّا نظرت قريش الى قلّة أصحاب رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله قال أبو جهل: ما هم إلاّ اُكلة رأس لو بعثنا اليهم عبيدنا لاُخذوهم أخذاً باليد فقال عتبة بن ربيعة أترى لهم كميناً ومدداً ؟ فبعثوا عمرو بن وهب الجمحيّ وكان فارساً شجاعاً فجال بفرسه حتّى طاف على عسكر رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله ثمَّ صعد في الوادي وصوّب ثمَّ رجع الى قريش فقال: ما لهم كمين ولا مدد ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع، أما ترونهم خرس لا يتكلّمون يتلّمظون تلمّظ الأفاعي، ما لهم مجلأ إلاّ سيوفهم، وما أراهم يولّون حتّى يقتلوا، ولا يقتلون حتّى يقتلوا بعددهم فارتأوا رأيكم فقال أبو جهل: كذبت وجبنت و إنتفخ سحرك حين نظرت الى سيوف أهل يثرب قال ابن عبّاس: لمّا كان يوم بدر و إصطفّ القوم للقتال قال أبو جهل: اللَّهم أولانا بالنصر فانصره و إستغاث المسلمون فنزلت الملائكة واستقبل النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله القبلة وقال: (اللّهم انجز لي ما وعدتني اللّهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض وقال أبو جهل: اللّهم ربنا ديننا القديم، ودين محمّد الحديث، فأيّ الدينين كان أحبّ اليك وأرضى عندك فانصر أهله اليوم)، ثمَّ عدل رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله الصفوف وخطب صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله المسلمين فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال: (أمّا بعد فانّي أحثّكم على ما حثّكم الله عليه وأنهاكم عمّا نهاكم الله عنه فانّ الله عظيم شأنه يأمر بالحقّ، ويحبّ الصدق، ويعطي على الخير أهله على منازلهم عنده به يذكرون وبه يتفاضلون و إنّكم قد أصبحتم بمنزل من منازل الحقّ لا يقبل الله فيه من أحد إلاّ ما ابتغي به وجهه و إنّ الصبر في مواطن البأس ممّا يفرّج الله به الهمّ وينجّي به من الغم تدركون به النجاة في الآخرة فيكم نبيّ الله يحذّركم ويأمركم فاستحيوا اليوم ان يطّلع الله على شيء من أمركم يمقتكم عليه فإنه تعالى يقول: "لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم" (غافر 11) انظروا الى الذي أمركم به من كتابه وأراكم من آياته وما أعزّكم به بعد الذّلة فاستمسكوا به له يرضى به ربكم عنكم وأبلوا ربّكم في هذه المواطن أمراً تستوجبوا به الذي وعدكم من رحمته ومغفرته فانّ وعده حقّ وقوله صدق وعقابه شديد و إنّما أنا وأنتم بالله الحيّ القيّوم اليه ألجأنا ظهرونا وبه إعتصمنا وعليه توكلنا واليه المصير ويغفر الله لي وللمسلمين. فخرج عتبة وشيبة والوليد للبراز وخرج عبد الله بن رواحة من ناحية اُخرى فكره رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله أن تكون الحرب أوّل ما لقي بالأنصار فبدأ بأهل بيته فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله مروهم أن يرجعوا الى مصافّهم إنّما يريد القوم بني عمّهم.

3106- تكملة الفقرة 3105 عن معركة بدر الكبرى: فدعا رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله عليّاً وحمزة وعبيدة بن الحارث ابن عبد المطّلب فبرزوا بين يديه بالسّلاح فقال: إجعلوه بينكما وخاف عليه الحداثة فقال: اذهبوا فقاتلوا عن حقّكم وبالدّين الذي بعث به نبيّكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله بأفواههم اذهبوا في حفظ الله فخرجوا يمشون حتّى أذا كانوا قريباص حيث يسمعون الصوت فصاح بهم عتبة: انتسبوا نفرفكم فان تكونا أكفاء نقاتلكم، فقال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب فقال: كفو كريم، ثمَّ قال لحمزة: من أنت ؟ قال: أنا حمزة بن عبد المطّلب أنا أسد الله وأسد رسوله أنا صاحب الحلفاء فقال له عتبة: سترى صولتك اليوم يا أسد الله وأسد رسوله قد لقيت أسد المطيّبين فقال لعليّ: من أنت ؟ فقال: أنا عبد الله وأخو رسوله أنا عليّ بن أبي طالب فقال يا وليد دونك الغلام فأقبل الوليد يشتدّ الى عليّ قد تنوّر وتخلّق عليه خاتم من ذهب بيده السيف قال عليّ عليه ‌السلام قد ظلّ عليّ في طول نحو من ذراع فختلته حتّى ضربت يده التي فيها السيف فبدرت يده وبدر السيف حتّى نظرت الى بصيص الذهب في البطحاء وصاح صيحة أسمع أهل العسكرين فذهب مولّي نحو أبيه، وشدَّ عليه عليَّ عليه ‌السلام فضرب فخذه فسقط وقال عليه ‌السلام: أنا ابن ذي الحوضين عبد المطّلب * وهاشم المطعم في العام السغب ثمَّ ضربه فقطع فخذه، ثمَّ تقدّم شيبة بن ربيعة وعبيدة بن الحارث فالتقيا فضربه شيبة فرمى رجله وضربه عبيدة فأسرع السيف فيه فأقطعه فسقطا جميعاً وتقدّم حمزة وعتبة فتكادما الموت طويلاً، وعليّ قائم على الوليد والناس ينظرون فصاح رجل من الأنصار يا علي ما ترى الكلب قد نهر عمّك ؟ فلمّا ان سمعها أقبل يشتدّ نحو عتبة فحانت من عتبة التفاتة الى عليّ فرآه فاعتنم عتبة حداثة سنِّ عليّ فأقبل نحوه فلحقه حمزة قبل أن يصل الى عليّ فضربه في حبل العاتق فضربه عليّ فأجهز عليه، وكان أبو حذيفة بن عتبة الى جنب رسول الله ينظر اليهم فاربدّ وجهه وتغيّر لونه وهو يتنفّس ورسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله يقول: صبراً يا أبا حذيفة حتّى قتلوا ثمَّ أقبلا الى عبيدة حتّى إحتملاه فسال المخّ على أقدامهما ثمَّ اشتدّوا به الى رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله فلمّا نظر اليه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله قال يا رسول الله الست شهيداً ؟ قال: بلى قال: لو كان أبو طالب حيّاً لعلم انّي أولى بهذا البيت منه حيث يقول: ونسلمه حتّى نصرّع حوله * ونذهل عن أبناءنا والحلائل. وقال أبو جهل لقريش: لا تعجلوا ولا تبطروا كما بطر إبنا ربية عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزراً وعليكم بقريش فخذوهم أخذاً حتّى ندخلهم مكّة فنعرفهم ضلالتهم التي هم عليها. فخرج أبو جهل من بين الصفين فقال: اللّهم إن محمّداً أقطعنا الرّحم وآتانا بما لا نعرفه فاجنه الغداة فانزل الله على رسوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح و إن تنتهوا فهو خير لكم و إن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت و إنّ الله مع المؤمنين) ثمَّ أخذ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله كفّاً من حصى فرمى به في وجوه قريش وقال: (شاهت الوجوه) فبعث الله رياحاً تضرب وجوه قريش فكانت الهزيمة فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله: اللّهم لا يفلتنّ فرعون من هذه الاُمّة أبو جهل بن هشام، فالتقى عمرو بن الجموح مع أبي جهل فضرب عمرو أبا جهل على فخذه وضرب أبو جهل عمرو على يده فأبانها من العضد فعلقت بجلدة فأتكأ عمرو على يده برجله ثمَّ رمى في السماء، وقال عبد الله بن مسعود: إنتهيت الى أبي جهل وهو يتشحّط في دمه فقلت: الحمدُ لله الذي أخزاك، فرفع رأسه فقال: إنّما أخزى الله عبد ابن اُمّ عبد لمن الدين ويلك ؟ قلت لله ولرسوله و إنّي قاتلك ووصفت رجلي على عنقه فقال: لقد إرتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم أما إنّه ليس شيء أشدّ من قتلك إيّاي في هذا اليوم ألاّ تولّى قتلي رجل من المطلّبين أو رجل من الأحلاف فاقتلعت بيضة كانت على رأسه فقتلته وأخذت رأسه وجئت به الى رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله فقلت: يا رسول الله البشرى هذا رأس أبي جهل بن هشام، فسجد لله شكراً.

3107- تكملة الفقرة 3106 عن معركة بدر الكبرى: ثمَّ بارز أمير المؤمنين عليه ‌السلام العاص ابن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبثه أن قتله وبرز اليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله وبرز اليه بعده طعيمة بن عدي فقتله وقتل بعده نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش ولم يزل يقتل واحداً منهم بعد واحد حتّى أتى على شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين رجلاً تولّى كافة من حضر بدراً من المسلمين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين قتل الشطر منهم وتولّى أمير المؤمنين عليه ‌السلام قتل الشطر الآخر وحده بمعونة الله له وتأييده وتوفيقه ونصره وكان الفتح له بذلك وعلى يديه. قال الواقدي: وكان عليّ عليه ‌السلام يحدّث فيقول: إنّي يومئذ بعد ما متع النهار ونحن والمشركون قد إختلطت صفوفنا وصفوفهم، خرجت في أثر رجل منهم فاذا رجل من المشركين على كثيب رمل وسعد بن خيثمة وهما يقتتلان حتّى قتل المشرك سعداً والمشرك مقنع في الحديد وكان فارساً فاقتحم عن فرسه فعرفني وهو معلم، فناداني: هلّم يابن أبي طالب الى البراز فعطفت عليه فانحطّ اليّ مقبلاً، وكنت رجلاً قصيراً فانحططت راجعاً لكي ينزل اليّ كرهت ان يعلوني، فقال: يابن أبي طالب فررت ؟ فقلت: قريب مفر إبن الشتراء فلمّا إستقرّت قدماي وثبتّ أقبل فلمّا دنا منّي ضربني فاتقيت بالدرقة فوقع سيفه فلحج فضربته على عاتقه وهو دارع فارتعش ولقد قطّ سيفي درعه فظننت أنّ سيفي سيقتله فاذا بريق سيف من ورائي فطأطأت رأسي ووقع السيف فأطنّ قحف رأسه بالبيضة وهو يقول: خذها وأنا ابن عبد المطّلب فالتفتّ فاذا هو حمزة عمّي وروي محمّد بن اسحاق قال: وخرج النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله من العريش الى الناس فينظر القتال فحرّض المسلمين وقال: (كلّ امرئ بما أصاب) وقال: (والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم في حمله فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلاّ أدخله الله الجنّة) فقال عمر بن حمام الجويني وفي يده تمرات ياكلهنّ: بخّ بخّ أفما بيني وبين أن أدخل الجنّة إلاّ أن يقتلني هؤلاء ؟ ثمَّ قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتّى قتل، وقال ابن عفراء لرسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله يا رسول الله ما يضحك الربّ من عبده ؟ قال: غمسه يده في العدوّ حاسراً فنزع عوف درعاً كانت عليه وقذفها ثمَّ أخذ سيفه فقاتل القوم حتّى قتل. قال أبو رافع مولى رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله كنت غلاماً للعبّاس بن عبد المطّلب وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت واسلمت اُمّ الفضل وأسلمت وكان العبّاس يهاب قومه ويكره أن يخالفهم وكان يكتم اسلامه وكان ذا مال كثير متفرّق في قومه وكان أبو لهب عدوّ الله قد تخلّف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك صنعوا لم يتخلّف رجل إلاّ بعث مكانه رجلاً فلمّا جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوّة وعزّاً، وكنت رجلاً ضعيفاً وكنت أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم والله إنّي لجالس فيها أنحت القدام وعندي اُمّ الفضل جالسة وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجرّ رجليه حتّى جلس على طنب الحجرة وكان ظهره الى ظهري فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلّب وقد قدم فقال أبو لهب: هلّم اليّ يابن أخي فعندك الخبر فجلس اليه والناس قيام عليه فقال: يابن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس ؟ قال: لا شيء والله إن كان إلاّ ان لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاؤوا، وأيم الله مع ذلك مالت الناس لقينا رجالاً بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض ما تليق شيئاً ولا يقوم لها شيء، قال أبو رافع: فرفعت طرف الحجرة بيدي ثمَّ قلت: تلك الملائكة، فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة فثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض، ثمَّ برك عليّ يضربني وكنت رجلاً ضعيفاً فقامت اُمّ الفضل الى عمود من أعمدة الحجرة فأخذته فضربته ضربة فلقت رأسه شجّة منكرة وقالت: تستضعفه إن غاب عنه سيّده فقام موليّاً ذليلاً فوالله ما عاش إلاّ سبع ليال حتّى رماه الله بالعدسة فقتله ولقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه حتى انتن في بيته وكانت قريش تتقّي العدسة كما يتّقي الناس الطاعون حتّى قال لهما رجل من قريش: ألا تستحيان أن أباكما قد انتن في بيته لا تغيبانه ؟ فقالا: إنّا نخشى هذه القرحة قال: فانطلقا فأنا معكما فما غسلوه إلاّ قذفا بالماء عليه من بعيد ما يمسّونه، ثمَّ إحتملوه فدفنوه بأعلى مكّة الى جدار وقذفوا عليه الحجارة حتّى واروه.

3108- تكملة الفقرة 3107 عن معركة بدر الكبرى: قال الواقدي: وأمر رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله يوم بدر بالقليب أن تعوّر ثمَّ أمر بالقتلى فطرحوا فيها كلّهم إلاّ اُميّة بن خلف فانّه كان مسمناً انتفخ من يومه فلمّا أرادوا أن يلقوه تزايل لحمه فقال النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله: اتركوه فأقرّوه وألقوا عليه من التراب والحجارة ما غيّبه ثمَّ وقف على أهل القليب فناداهم رجلاً رجلاً: (هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً ؟ فانّي قد وجدت ما وعدني ربي حقّاً بئس القوم كنتم لنبيّكم كذّبتموني وصدّقني الناس وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس) فقالوا: يا رسول الله أتنادي قوماً قد ماتوا ؟ فقال: لقد علموا أنّ ما وعدهم ربّهم حقّ. وكان انهزام قريش حين زالت الشمس فأقام رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله ببدر وأمر عبد الله بن كعب بقبض الغنائم وحملها وأمر نفراً من أصحابه أن يعينوه فصلّى العصر ببدر ثمَّ راح خمّر بالاُثيل قبل غروب الشمس فنزل به وبات وبأصحابه جراح وليست بالكثيرة وأمر ذكوان بن عبد قيس أن يحرس المسلمين حتّى كان آخر الليل فارتحل. الاُثيّل: موضع قرب المدينة بين بدر ووادي الصفراء. قال الواقدي: فلمّا رجعت قريش الى مكّة قام فيهم أبو سفيان بن حرب فقال: يا معشر قريش لا تبكوا على قتلاكم ولا تنح عليهم نائحة ولا يندبهم شاعر وأظهروا الجلد والعزاء فانكم إذا نحتم عليهم نائحة وبكيتموهم بالشعر أذهب ذلك غنطكم فأكلّكم عن عداوة محمّد وأصحابه مع أنّ محمّداً وأصحابه إن بلغهم ذلك شمتوا بكم فتكون أعظم المصيبتين ولعلّكم تدركون ثاركم فالدهن والنساء عليّ حرام حتّى أغزوا محمّداً فمكثت قريش شهراً لا يبكيهم شاعر ولا تنوح عليهم نائحة ومشت نساء من قريش الى هند بنت عتبة فقلن: ألا تبكين على أبيك وأخيك وعمّك وأهل بيتك؟ فقالت: حلافي ان أبكيهم فيبلغ محمداً وأصحابه قال الواقدي: فلمّا رجعت قريش الى مكّة قام فيهم أبو سفيان بن حرب فقال: يا معشر قريش لا تبكوا على قتلاكم ولا تنح عليهم نائحة ولا يندبهم شاعر وأظهروا الجلد والعزاء فانكم إذا نحتم عليهم نائحة وبكيتموهم بالشعر أذهب ذلك غنطكم فأكلّكم عن عداوة محمّد وأصحابه مع أنّ محمّداً وأصحابه إن بلغهم ذلك شمتوا بكم فتكون أعظم المصيبتين ولعلّكم تدركون ثاركم فالدهن والنساء عليّ حرام حتّى أغزوا محمّداً فمكثت قريش شهراً لا يبكيهم شاعر ولا تنوح عليهم نائحة ومشت نساء من قريش الى هند بنت عتبة فقلن: ألا تبكين على أبيك وأخيك وعمّك وأهل بيتك ؟ فقالت: حلافي ان أبكيهم فيبلغ محمداً وأصحابه فيشمتوا بنا ونساء بني الخزرج لا والله حتى أثار محمداً وأصحابه والدهن عليّ حرام ان رأسي حتّى نغزو محمّداً والله لو أعلم أن الحزن يذهب من قلبي لبكيت ولكن لا يذهبه إلاّ أن أرى ثاري بعيني من قتلة الأحبّة فمكثت على حالها لا تقرب الدهن ولا تربت فراش أبو سفيان من يوم حلفت حتّى كانت وقعة اُحد. إن رسول الله نهى ان يقتل أحد من بني هاشم وأبو البختري فاُسروا فأرسل علياً عليه ‌السلام فقال: انظر من ههنا من بني هاشم فمرّ عليّ عليه ‌السلام على عقيل بن ابي طالب كرّم الله وجهه فحاد عنه فقال له عقيل يا ابن اُمّ عليّ أما والله لقد رأيت مكاني فرجع الى رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله وقال: هذا أبو الفضل في يد فلان وهذا عقيل في يد فلان وهذا نوفل بن الحارث في يد فلان فقام رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله حتّى إنتهى الى عقيل فقال له: يا أبا يزيد قتل أبو جهل فقال ك إذاً لا تنازعوني في تهامة فقال: إن كنتم أغثتم القوم إلاّ فاركبوا أكتافهم نجىء بالعباس فقال له: افد نفسك وابني أخيك، فقال يا محمّد تتركني أسأل قريشاً في كفيّ ؟ قتال: اعطِ مما خلفت عند اُمّ الفضل وقلت لها: إن أصابني في وجهي هذا شيء فانفقيه على ولدك ونفسك فقال له: يا بن اُخي من أخبرك بهذا؟ فقال: اُتاني به جبرئيل من عند الله عزّ ذكره فقال ومحلوفه ما علم بهذا أحد إلاّ أنا وهي أشهد أ نّك رسول الله فرجّع الاسرى كلّهم. مشركين إلاّ العباس وعقيل ونوفل كرّم الله وجوههم. وأمّن رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله من الأسرى يوم بدر أبا غرّة عمرو بن عبد الله الجحمي وكان شاعراً فأعتقه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله قال له: إنّ لي خمس بنات ليس لهنّ شيء فتصدّق بي عليهنّ يا محمّد ففعل رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله ذلك. وقال الواقدي: وقدم رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله من الاُثيّل زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة يبشّران الناس بالمدينة فقدم رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله بالأسرى وعليهم شُقران وهم تسعة وأربعون رجلاً الذين اُحصوا وهم سبعون في الأصل مجمع عليه لا شكّ فيه إلاّ أ نّه لم يحص سائرهم ولقي النّاس رسول الله بالروحاء يهنّؤونه بفتح الله عليه.

3109- تكملة الفقرة 3108 عن معركة بدر الكبرى: وقال الواقدي: وأقبل رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله بالأسرى حتّى إذا كان بعرق الظبية أمر عاصم بن ثابت بن ابي الأقلح أن يضرب عنق عقبة بن أبي معيط، وكان أسره عبد الله بن سلمه فجعل عقبة يقول: يا ويلي علام أقتل ؟ يا معشر قريش من بين مَن ههنا ؟ قال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله: لعداوتك لله ولرسوله، فقال: يا محمّد منك أفضل فاجعلني كرجل من قومي إن قتلتهم قتلتني و إن مننت عليهم مننت عليّ، و إن أخذت منم الغداء كنت كأحدهم يا محمّد من للصبيّة ؟ فقال النّار قدّمه يا عاصم فاضرب عنقه فقدّمه عاصم فضرب عنقه فقال النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله بئس الرجل كنت والله ما علمت كافراً بالله وبرسوله وبكتابه مؤذياً لبنيّه فاحمد الله الذي قتلك وأقرّ عيني منك. قال الواقدي: حدّثني إسحاق بن يحيى قال سألت نافع بن جبير كيف كان الغداء؟ قال: أرفعهم أربعة آلاف الى ثلاثة آلاف، الى الفين، الى ألف الى قوم الامال لهم منّ عليهم رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله. وأمّا أسماء اُسارى بدر ومن أسرهم فقال الواقدي: اُسر من بني هاشم: العبّاس بن عبد المطّلب، أسره أبو اليسر كعب بن عمرو، وعقيل بن أبي طالب أسره عبيد بن أوس الظفري ونوفل بن الحارث بن عبد المطّلب أسره جبّار بن صخر، واُسر حليف لبني هاشم من بني فهر اسمه عتبة فهؤلاء أربعة، ومن بني المطّلب بن عبد مناف السائب بن عبيد وعبيد بن عمرو بن علقمة أسرهما سلمة بن أسلم وكانا لا مال هلما ففكّ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله عنهما لغير فدية. قال ابن أبي الحديد: القول فيمن استشهد من المسلمين ببدر: قال الواقدي: حدّثني عبد الله بن جعفر قال: سألت الزهريّ كم استشهد من المسلمين ببدر؟ قال: أربعة عشر، ستّة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار. قال: فمن بني المطّلب بن عبد مناف: عبيدة بن الحراث، قتله شيبة، وفي رواية الواقدي قتله عتبة فدفنه النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله بالصفراء. ومن بني زهرة: عمير بن أبي وقّاص: قتله عمرو بن عبد ود فارس الأحزاب وعمير بن عبد ود ذو الشمالين حليف لبني زهرة قتله أبو اُسامة الجشّمي. ومن بني عديّ عاقل بن أبي البكير حليف لهم من بني سعد قتله مالك بن زهير، ومهجع مولى عمر بن الخطّاب قتله عامر بن الحضرميّ، ويقال: إنّ مهجعاً أوّل من قتل من المهاجرين. ومن بني الحارث بن فهر: صفوان بن بيضاء، قتله طعيمة بن عديّ. ومن الأنصار ثمَّ من بني عمرو بن عوف: مبشّر بن عبد المنذر، قتله أبو ثور وسعد بن خيثمة قتله عمرو بن عبد ودّ ويقال طعيمة بن عديّ. ون بني عديّ بن النّجار حارثة بن سراقة رماه جنان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فقتله ومن بني مالك بن النجّار عوف ومعوّذ ابنا عفراء قتلهما أبو جهل. ون بني سلمة: عمير بن الحمام بن الجموح، قتله خالد بن الأعلم، ويقال إنّه أوآل قتيل من الأنصار، وقد روي أنّ أوّل قتيل منهم حارثة بن سراقة. ومن بني زريق رافع بن المعلّى قتله عكرمة بن ابي جهل. ومن بني الحارث بن الخزرج: يزيد بن الحارث قتله نوفل بن معاوية. فهؤلاء الثمانية من الأنصار، وروي عن ابن عبّاس أنّ آنسة مولى النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله قتل ببدر وروي انّ معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جراحته بالمدينة و إنّ عبيد بن السكن جرح فاشتكى جرحه فمات منه. روي أن السائب بن ابي حبيش الأسديّ كان يحدّث فيقول: والله ما أسرني يوم بدر أحد من النّاس، ولمّا انهزمت قريش انهزمت معها فأدركني رجل أبيض طويل على فرس أبلق بين السّماء والأرض فأوثقني رباطاً وجاء عبد الرحمن بن عوف فوجدني مربوطاً وكان عبد الرحمن ينادي في العسكر: من أسر هذا؟ فليس أحد يزعم أ نّه أسرني حتّى إنتهى بي الى رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله فقال لي رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله يابن ابي حبيش من أسر؟ قلت: لا أعرفه وكرهت أن اُخبره بالذي رأيت فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله أسره ملك من الملائكة كريم اذهب يا بن عوف بأسيرك، فذهب بي عبد الرحمن.

نعم
هل اعجبك المقال