البحث المتقدم

البحث المتقدم

الكتب الورقية أصبحت هامش مهمل

14 تقييم المقال

 

وخير جليس في الزمان كتابٌ، هذه المقولة الخالدة التي عرفناها وتشرح كيف ان للكِتاب دور كبير في حياة الانسان، فالكتاب هو الحياة والفكر المتوارث والعمل المنتشر الى الاخرين، لا يمكن وصف الكتب كم هي مهمة و مؤثرة بل وثمينة فقبل ظهور الانترنت حتى تسعينات القرن الماضي كان للكتاب دور كبير جدا في تثقيف وتعليم وترفيه الشعوب في كل العالم، بل وكانت تجارة الكتب تجارة مربحة وكانت المكتبات عامره بالمثقفين والباحثين والادباء، فالكتاب كان محور العالم والعلوم والمعرفة.

بعد ظهور الانترنت وانتشاره حول العالم واختصاره لمهام البحث والوصول الى المعلومة بدات اهمية الكتب تقل شيء فشيء حتى انخفضت كثيرا مع ظهور الهواتف واللويحات وأستطيع ان اجزم ان نسبة الاهتمام بالكتب انخفضت ٥٠٪ بزمن الهواتف واللوحيات.

وكلما تقدم الزمن وظهرت مواقع وموسوعات تجمع وتختصر الوصول الى العلم والمعرفة والثقافة ابتعدت الناس عن الكتب، فالهواتف واللوحيات وسرعة الانترنت والمواقع المختصرة للمعلومات ومحركات البحث الذكية التي تفهم كثيرا ما نقصد ونبحث عنه كلما ابتعدنا عن الكتب أكثر

الجيل الكتروني

بعد ان صار استخدام التكنولوجيا والانترنت ثقافة وضرورة تدعمها الدولة لتتصدر عالميا نسب استخدام هذه الخدمات ظهر جيل الكتروني يشعر بان البحث بالأنترنت والقراءة من اللوحيات أسهل وأسرع وأجمل وابسط من الذهاب الى الكتب التقية.

واقعيا نعم الكتب لها سلبيات كثيرة فهي تشغل مساحة كبيرة بالمنزل وتفقد قيمتها عند قراءتها لا نعود للكتاب فيصبح شيء مضاف في البيت، كما يصعب الوصول الى المعلومات داخلها بسهولة وهي تفتقد للنظافة في حالة اصبحت قديمة او تمت اعارتها الى شخص اخر، بالإضافة الى تلفها السريع وصعوبة شحنها وتكلفته العالية، بالتالي نعم للكتب سلبيات كبيرة اكثر من القراءة الالكترونية التي اختصرت ٩٠٪ من كل الصعوبات والسلبيات فهي اسرع اسهل انظف والاهم ارخص تكلفة من الكتب المطبوعة و التي تكلف الكثير لطباعتها وشحنها، اما النسخ الالكترونية فهي بالكاد تكون تكلفتها عالية، بالإضافة الى خصائص السهولة بالخزن و المشاركة و الارسال و الوصول الى المعلومات داخلها وغير ذلك الكثير.

المكتبات بيوت لجمع الورق وقد أتخمت

المكتبات التي كانت تعتبر في زمن سابق مركز العلم والمعرفة واللقاء للشخصيات النخبوية، صارت اليوم بيوت مهجورة مكلفة للحكومة لا يرتادها أحد، بل اصبحت بيوت تراثية يزورها البعض ليشاهدوا وما كان يسمى مكتبة الكتب ليطلعوا على الية ترتيبها والكتب فيها ويخرجوا سريعا.

 

المكتبات هذه الايام وقد زرت عدد منها شخصيا تواجه صعوبة في ادامتها بالصيانة والنظافة وتكلفة الخدمات وتوظيف العاملين فيها، بالإضافة الى تكلفة اثاثها الذي يتلف الكثير منه بسبب التقادم وعدم الاستخدام، وهذا الامر يشمل كل المكتبات ماعدا المكتبات الخاصة والتي تحمل ارث تاريخي فهي مازالت تكافح للبقاء مثل مكتبة الكونغرس الامريكي والمكتبة البريطانية وغيرها.

الخلاصة

الكتب لم تفقد اهميتها تماما فهي مازالت المصدر الاول للدراسة في المدارس، ومازالت المطابع تعمل على طباعة ملايين الكتب سنويا ومازالت هناك محلات لبيع الكتب ومكتبات، لكن المشكلة في الشباب العصري المحب للتكنولوجيا و في ثقافة القراءة الالكترونية التي انتصرت على القراءة الورقية، بالتالي اصبح من التراث و الفن الكلاسيكي ان تجلس مع كوب القهوة وفي يدك كتاب، كما ان الكتب اصبحت ثقل كبير على صاحب المنزل فكثيرون لا يملكون مكتبات منزلية، وكثيرون لا يذهبون الى المكتبة ولا يفضلون شراء كتاب فكل محتوى الكتاب موجود بشكل مجاني على الانترنت ويسل الوصول اليه في اي وقت ومكان وبدون عناء لذلك السؤال هل تحولت الكتب الى كومة من الورق الزائد الذي يحتار الجميع اين يضعه، هل تحولت المكتبات الى مخازن للورق العتيق، قد تكون الاجابة نعم وقد تكون لا لكن الاهم نستطيع ان نلاحظ ان القراءة الورقية من الكتب انخفضت كثيرا و قد يصيبها الانقراض عن قريب.

 

نعم
هل اعجبك المقال