ما الغرض من اصرار علماء الجمهور على أن يكون المهدي من أولاد الحسن عليه السلام وليس من نسل الحسين سلام الله عليه ؟!
هناك لابد من سر مكنون اشتغلوا عليه فجعلوا من هذه القضية نقطة خلاف وفصلوا المهدي إلى مهدينا ومهديهم ، مهدي السنة ومهدي الشيعة، هل يعني أنهم أرادوها لخلق الفرقة؟.
هناك بالتأكيد سر أعمق ،وهم لا يمتلكون إلا رواية واحدة، أخرجها ابن داوود سمعها عن بعض من يروي عن هارون بن مغيرة بأن علي عليه السلام قال المهدي من ولد الحسن عليهما السلام.
رغم وضوح القضية إلا أنها تعرضت لإشكالية عبر التاريخ وهي من الأمور المهمة، وجود فقرة من أهل بيتي اسمه كاسمي، فأضاف اسم أبيه مثل اسم أبي. لماذا هذه الإضافة ؛ لتوجيه الأنظار إلى محمد بن عبد الله النفس الزكية ،وانتهت القضية بمقتله، ثم اتجهوا لجهة أخرى وقالوا إن المهدي لم يولد بعد ، سيولد في آخر الزمان، ثم اشاعوا إن الامام الحسن العسكري لم يعقب، ويشاع إن الشيعة ينتظرون مهديهم في السرداب، نحن نبحث عن السبب الحقيقي لهذا الاصرار، كم مرة اختلفت رواياتهم وحججهم؟ فهارون بن المغيرة لم يلتقِ بالإمام علي عليه السلام ،ولم يحدث عنه ،والشيخ محمد ناصر الألباني قال: إن الحديث ضعيف، لابد لنا بالبحث عن السبب ، ولديهم روايات كثيرة تؤكد إن المهدي عليه السلام هو من نسل الحسين بن علي سلام الله عليه ، واقترح بعض مؤرخيهم أن يكون المهدي جامع النسبين اي من جهة الأب حسني ومن جهة الأم حسيني ! . نعود لنسأل ما هو سر الاصرار على أنه من نسل الحسن عليه السلام وليس من نسل الحسين؟! نعثر على قول ابن تيمية الذي يقول لكون المهدي من ولد الحسن عليه السلام ففيه سر لطيف، هذا السر اللطيف هو إن الحسن بن علي ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق ليضمن العدل الذي يملأ الارض في آخر الزمان ) ويقول بن تيمية وهذا خلاف الحسين بن علي فإنه حرص عليها وقاتل عليها ولم يظفر بها ) بمعنى إن السر اللطيف الذي أعده ابن تيمية ليكون طعنًا واضحًا بالحسين سلام الله عليه ، ثورة الإصلاح الحسيني جعل منها حرص على الخلافة، وهذه العملية المفبركة كلها لجعل خلافة يزيد بن معاوية خلافة إسلامية صحيحة ومن يثور عليها يعتبر متجاوز على الدين، ولا أدري أين أثر اللطافة في سر شوهَ جوهر الحقيقة؟ السر الحقيقي إن ثورة الحسين عليه السلام هزت أعماقهم وأغاضهم بثورته الإصلاحية التي أظهرت باطلهم وعلى مر الزمن.




تقييم المقال

