عندما تطالع مقالة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في مجلة الشؤون الخارجية الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية في الأمس (العراق يحتاج إلى نوع جديد من الشراكة مع الولايات المتحدة: الطريق إلى التعاون المستدام) تجدها رسالة مهمة إلى دول العالم وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الشرق الأوسط>
العراق عانى من ويلات الحروب، وهذه الحروب جعلت البلد في تحدٍ كبير، هذا التحدي تطلب من رئيس الوزراء أن يقوم بدور صناع القرار وحامل الميزان بين إرث الدولة العراقية وتحدياتها وتطلعاتها، وتطلعات الشعب العراقي نحو حياة أفضل من حيث الخدمات والاقتصاد والرفاهية، وبالفعل على مدى أكثر من سنة ونصف السنة رأينا رئيس الوزراء يعمل مع فريقه الحكومي وكابينته الوزارية ليلاً نهاراً لإدارة الاستقرار من جهة، ومن جهة أخرى استعادة الثقة من قبل المواطن بالجهاز الحكومي عبر إنجاز الخدمات وتطوير وبناء البنية التحتية وخلق المناخ الاقتصادي والاجتماعي لحياة أفضل>
لكن بين كل ذلك كان للرئيس منظور جديد في السياسة الإقليمية والدولية يرتكز على الحاجة إلى نهج تحويلي لتغيير مسار أزمات المنطقة نحو التلاقي والحوار والتنمية استدراكاً منه أن هنالك حاجة وطلباً إقليمياً على الاستقرار، ولذلك عمل على بناء وبلورة خطاب إقليمي يحرك المواقف والسياسات ويضع المنطقة على مسار خارطة العمل نحو القضية المركزية في المنطقة والشعب الفلسطيني والتي أعلنها في قمة السلام في القاهرة من الضرورة إقامة دولة فلسطينية كريمة وإيقاف آلة الحرب العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة
كذلك تناول مسار السياسات التعاونية عبر بناء المشاريع الاقتصادية الإقليمية المشتركة لتحريك مستويات التجارة بين دول الشرق الأوسط وأوروبا عبر مشروع طريق التنمية الذي يواصل العراق العمل عليه مع الدول والشركات من أجل خلق فضاء اقتصادي جديد
كما أن السياسات التنسيقية للدول المنتجة للنفط من أجل استدامة أمن الطاقة العالمي من حيث الإمدادات واستقرار السوق هو واحد من السياسات الفعالة للعراق.
العراق اليوم يعمل إقليمياً ليلاً نهاراً على نزع فتيل الحرب والتصعيد نحو الحرب الشاملة من أجل الوصول الى نقطة الاستقرار في المنطقة بما يخدم التنمية والإعمار والازدهار الاقتصادي وينقذ المنطقة بالتعاون مع دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية والمنظومات الإقليمية ومؤتمرات القمة في الشرق الأوسط من شبح الحرب التي كان العراق ضحية من ضحايا حروب طويلة انعكست سلباً على بنية الدولة والمجتمع، وهذا ما يجعل صوت العراق عالياً ونداء بغداد الذي يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نداء الحكمة والتنبيه من أن مخاطر الحروب المدمرة تلوح بالأفق ويجب وأدها والسيطرة عليها
إن العمل على مسار جديد تبناه العراق حكومة ومجتمعاً وعبر عنه رئيس الوزراء في العديد من المناسبات وتصاعد ذلك بعد ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ من أجل عودة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني واستقرار حياة شعوب المنطقة.
إننا نتطلع في أن يكون نداء بغداد للسلام هو صوت يتآزر معه كل قادة دول المنطقة من أجل حياة أفضل لمنطقتنا في الشرق الأوسط
إن صوت العقلانية وإنهاء الحروب وبناء السلام يحتاج إلى وقت كبير لكن توفر الإرادة السياسة هو بوابة الطريق الصحيح بالإضافة إلى بناء سياق في المنطقة واستعادة نقطة التوازن ستنقل الإرادة السياسية إلى مسار سياسي متكامل وفعال في المنطقة، ومن هنا يأتي صوت الدولة العراقية للمضي في زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام المقبلة للبحث في إيقاف آلة الحرب الهمجية تجاه الشعب الأعزل في فلسطين وغزة الحبيبة على وجه الخصوص المثخنة بالدماء للشهداء والجرحى..
آن الأوان لارتفاع أصوات السلام واستعادة نقطة التوازن الإقليمية عبر المبادرة والعمل المشترك.