اليوم يحتاج الإنسان الى معرفة علي بن أبي طالب (ع)، لا الى حبه فقط، فالحب بلا معرفة لا قيمة له ولأوزن.
ومن المعرفة تولد المحبة والتأسي به وبالقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة التي جاهد في سبيلها الامام علي (عليه السلام) من أجل دولة يسود فيها العدل وتصان فيها كرامة الإنسان وحقوقه الشرعية والمدنية والمساواة وهو القائل الناس صنفان: اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق.نستحضر شخصية الامام علي (ع) بعد الشخصية الفريدة في التاريخ رسول الله (ص) للذين يدعون الايمان في الاسلام، ولهم في رسول الله اسوة حسنة وفي امير المؤمنين قدوة لها تأثير في تربية النفس .حينما اجمع المسلمون على اختيار الامام علي (ع) ذكرهم في خطبة ما يجب ان يكون عليه هو بما يتطابق مع الشريعة والقرآن وان اختياره ليس الا لتقويم الدين بعد الاعوجاج واقامة العدل واحترام الانسانية ومنح الحقوق ، وهو اول من اعلن عن ذمته في الاسلام ومائلك : (أتيتكم بجلبابي هذا وثوبي فابن خرجت بغيرهن فانا خايرنا) .
ونخاطب هؤلاء الذين تحملوا مسؤولية البلد ولم يقيموا عدلا ولا حقوقا ولتقديرا ولا احتراما ولا كرامة ولتوزيعا عادلا للثروات لخلق الله، وتضخموا من السرقات وعاثوا فسادا.
نذكر هؤلاء الذين تسيدوا على مقدرات البلد بإرادة وبسوء اختيار الغالبية للأسف في الانتخابات، وفسدوا في الارض وسرقوا اموال الامة فكان الفقر والبطالة والجهل والامراض في الوقت الذي ينعم هؤلاء وعوائلهم بالراحة والبذخ والسفر والفلل الفارهة والحمايات والرواتب المبالغ فيها.
وفي الجهة الاخرى يعيش فقراء امتي في بيوت على الارصفة من (الجينكو) و (الصفيح) فاقدين فرصة العمل التي تحقق لهم الحد الادنى لمستوى حفظ الكرامة دون ان يتسولوا في الشوارع.
إذا كان الشعب مظلوما ومن يمثله فاسدا، فمن يدافع عن مظلوميته امام القضاء ويكسب قضيته؟
واين يولي بوجهه؟ لك الله ايها الشعب المبتلى. ايها العراقيون لا تمنحوا أصواتكم لمن لا يستحق وتذكروا أنكم المرشحين هم من اختياركم لأنكم مصدر السلطات.