لم يكن اعتقال الناشطة الأميركية ميديا بنيامين حدثاً عابراً في قاعة الكونغرس، بل كشف مجدداً عن هشاشة المساحة الممنوحة لأصوات السلام في الولايات المتحدة. بنيامين، التي كرّست مسيرتها لمناهضة الحروب، لم تطرح سوى سؤال بسيط على النائب داريل عيسى: ما موقفه من قصف إسرائيل لقطر ودول أخرى في المنطقة؟

السؤال لم يكن مجرد استفسار، بل تذكير بسجل طويل من الضربات العسكرية التي طالت قطر واليمن ولبنان وفلسطين وسوريا وتونس. لكن بدلاً من فتح نقاش برلماني حول هذه الوقائع، جاء الرد باعتقال صاحبة السؤال.

هذا المشهد يطرح دلالات أوسع: فبينما تستمر الحرب على غزة منذ ما يقارب العامين مخلفةً مآسٍ إنسانية، يجد النشطاء السلميون أنفسهم تحت ضغط أمني متزايد، في مفارقة تكشف عن تناقض بين الخطاب الأميركي حول حرية التعبير وبين الواقع العملي لمعارضي السياسات الحربية.

إن اعتقال بنيامين ليس مجرد إجراء قانوني، بل رسالة سياسية بأن النقاش حول مسؤولية إسرائيل يظل خطاً أحمر داخل المؤسسة الأميركية، وهو ما يعمّق التحديات أمام الحركة المناهضة للحروب في الداخل الأميركي.