البحث المتقدم

البحث المتقدم

دعوا الاربعينية لأهلها..

0 تقييم المقال

انقضت زيارة الأربعين في يسر وعافية.. انقضت ولم تخل من محاولات اقحامها في ما لا يناسب خصوصيتها من محاولات زج قضايا أخرى فيها - وهذا دأب بعضهم في كل عام- حيث ترفع شعارات الاصلاح السياسي وغيره، وقد ترك البعض سائر أيام السنة دون حراك حتى اذا جائت الاربعين تزاحمت مع شعائرها الشعارات الرنانة وانبرى كل مأزوم ليعلن عن مكنون قلبه ناسيا أو متناسيا أن الإصلاح السياسي لا يكون الا بالوعي وحسن الاختيار وتحكيم الضمير والعقل ومكانه الصحيح هو صندوق الاقتراع لا بمزاحمة الشعائر المقدسة..
الاربعينية ليست مكانا لاستعراض التوجهات ولا مكانا للتخندقات ولا مكانا لظهور الأنا وارتفاع صوتها، ايا كانت هذه الأنا شخصية أو جماعية تتمثل بحركة أو حزب أو غيرهما..
الأربعينية علامة من علامات المؤمن يؤديها للحسين (عليه السلام) عارفا بحقه..
وكل الذين يسيرون في الطرق المؤدية الى كربلاء ينشدون النجاة، إذ ليس بينهم من هو معصوم، وما الراحلين الى قبره (صلوات الله وسلامه عليه) الا من وفقه الله تعالى لينال هذا الوسام ويحظى بغفران الذنوب، وستر العيوب، وكشف الكروب، والتوفيق لطاعة الله تعالى وعبادته والثبات على الولاية، وهذه اهداف سامية ينشدها الانسان الشيعي في مسيرة  حياته حيث تتحقق الغاية من وجوده في هذه الدنيا ليعبد الله تعالى نقيا تقيا لا شقيا فتكون زيارة الأربعين مع ما بها من خصوصية سببا لتحقيق ذلك..
زيارة الأربعين شعيرة مقدسة حث عليها المعصوم فصارت علامة من علامات أهل الايمان، ودرج على أدائها الائمة والعلماء والفضلاء وعموم الشيعة منذ شهادة الإمام الحسين عليه السلام الى يومنا هذا..
شعيرة لم تتضمن سوى عقد النية والتوجه الى كربلاء تتخللها خدمة بقصد القربة ورايات ومرثيات للمواساةوارتداء اطهر الثياب وقراءة الزيارة المخصوصة ومن ثم العودة برجاء القبول والأمل بتحقق ما جاء في دعاء الامام الصادق عليه السلام لزوار الحسين عليه السلام الذين غيرت وجوههم الشمس.. حيث لا مكان لوعود سياسية أوغيرها. 
وسوى ذلك من ظهور لحركات وتوجهات وشعارات و(أنا) مستثمرة، لا قيمة له ولا وزن بل هو تشويش وانفعالات مرحلية تجدها اليوم ولا تجدها غدا، وكم من شعارات وهتافات غردت خارج السرب ودعوات لاشخاص وجهات سمعناها في الزيارات السابقة لم يعد لها وجود اليوم، فلا شيء يعلو فوق صوت القضية الحسينية التي أريد لها أن تحيا بالجانب العزائي، وكل ما عليك أن تولي هذا الجانب حقه وهو كفيل بأن يشحذ همتك لما تبقى من العام الذي أنت فيه لتوفق في الجوانب الحياتية الأخرى، فلا تستثمر الزيارة لاغراض أخرى زائلة، فالمواقف السياسية متغيرة والأحزاب تأتي وتذهب والشخصيات ترحل، فعليك بالثابت من الأمر  اما المتغير فله زمانه ومكانه بشرط الا يكون في الأربعين.. دعوا الاربعين لمواساة زينب واصنعوا ما صنع أئمة الهدى حيث اعطوا العزاء حقه.

نعم
هل اعجبك المقال