عندما أقر مجلس النواب العراقي قانوناً يجرم "العلاقات المثلية"؛ حفاظا على القيم الدينية، وحفاظا على "كيان المجتمع العراقي" من دعوات الشذوذ الجنسي التي غزت العالم؛ انبرت الخارجية الأمريكية للرد قائلة: "إن تشريع العراق لقانون يكافح المثلية الجنسية، سيضعف قدرة البلد على جذب الاستثمارات الأجنبية، ونموه الاقتصادي"..
نتسائل هنا: هل أن المستثمرين الأجانب هم من الفئات المثلية؟ أم من فئة الكلاب البشرية؟ أم من المتجندرين الى حد النخاع؟
ما علاقة الاستثمار والاقتصاد بتشريع قانون يجرم الشذوذ؟
على ما يبدو أن الاستثمارات الغربية لن تنجح في بلدان ذات نقاء مجتمعي عال لا تشوبه تلك البهيمية المفرطة..
على ما يبدو أن الاستثمارات الغربية لن تثمر في بلدان أدمنت شعوبها عشق هويتها ولم تُدمن (افيون) المثلية والنسوية والجندر والالحاد والزندقة، ولم تمتثل لأطروحات زمرة الحداثة ومسوخ دعوات حفظ حقوق الانسان، والتجديد، والتحضر، الدعاة الى الانفلات، الذين يطلون كل يوم من نوافذ قنوات تبث برامجها (الثقافية)؛ فتستضيف الباحث بالشأن الجندري والاختصاصية بالشأن النسوي، والمتبحر بشؤون حقوق البشر، وكل متردية فكرية ونطيحة قضت عمرها في حالة من الانبهار بما يتمتع به الغرب من تطور!! وقضت عمرها في حالة امتعاض شديد من الانتماء لهذه الأرض وهويتها وعشقت جلد ذاتها بسياط الخجل من هذا الانتماء.. لا لشيء سوى فشلها في التمييز بين أن يكون الانسان عاشقا لانتمائه وفي الوقت ذاته يواكب التقدم الحاصل في مجالات الحياة كافة وبين أنسان لا هوية له..
لتكون النتيجة في نهاية المطاف كائنات ممسوخة تنفث من سموم الغرب في مجتمعاتها بكل حرقة واندفاع.. وحين تجالسهم أو تستمع اليهم أو تقرأ ما يكتبون؛ ستشعر بذلك الخلل الذي ينتابهم والهوية النشاز التي يحملونها..
الغرب يزج بهؤلاء ويستثمرهم فكريا، وينتظر سقوط هذا الشعب في هاوية الشذوذ والانحلال لينتعش بذلك اقتصاده.. المسألة واضحة..
هنالك مشروع كبير سقطت في شباكه شعوب كثيرة ومنذ عقود من الزمن.. وهناك مسوخ تمارس دور العراب عند كل منعطف يروج لمثل هذه المشاريع المخلة بقيم الشعوب.. وهناك اعتقاد راسخ لدى اعداء هذا الشعب بأن العقلية الاقتصادية الغربية (الميكافيللية) الباحثة عن الربح ولا شيء آخر سواه، لن يغمض لها جفن حتى ترى الشعب العراقي بلا انتماء حقيقي، لتضع قواعدها الاستثمارية في أرضه بطريقة لا يمكن إزالتها الا بالوعي.. ولا شيء آخر سواه.. لذلك هي تعمد الى تغييب هذا الوعي وتزييف كل الدعوات الهادفة للقضاء عليه تحت مسمى: (حقوق الانسان) وياله من عنوان براق لا تكون نهاية قصته سوى كلب بشري يجوب الشوارع بيد صاحبه المثلي وهما يرددان أغنية ضياع هويتهما تارة بصوت الكلاب وأخرى بصوت ما تبقى من بشر.