في إطار السياسة الحالية، يلاحظ زيادة واضحة في دخول صناع المحتوى الهابط في الانتخابات العراقية.
هذه الظاهرة قد أثارت الكثير من النقاشات والاستفسارات حول الأسباب وراء هذه المناورة والاحتمالات للفوز في هذه الانتخابات رغم محتوى معظمهم يبدو هابطًا ومسيئًا على الإطلاق، كذلك الشاب الراقص او تلك التي لاتعرف سوى قول "اواه" وتجهل حتى عدد المقاعد الانتخابية في الدائرة المرشحة فيها وغيرهم .
دخولهم في المجال السياسي يعد أمرًا شائعًا في العديد من البلدان حول العالم، وفي العراق لم يكن استثناءً.
يشارك صناع المحتوى في الانتخابات سواء كانوا من خلال الانضمام إلى أحزاب سياسية أو تشكيل قيادات سياسية مستقلة او بصورة شخصية من ناحية أخرى، فإن بعضهم يبدو يعتمدون على شهرتهم في المجتمع لجذب الأصوات والتقدم في الساحة السياسية.
من المحتمل أن يكون الأسباب المالية من بين الأسباب الرئيسية وراء دخولهم في الانتخابات.
يمكن أن يرون في الحصول على منصب سياسي فرصة لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، سواء من خلال الصفقات أو الوظائف الحكومية التي يمكن أن تقدم امكانيات كبيرة للاستغلال المالي،قد يرى بعضهم في الحصول على السلطة فرصة لتوسيع قاعدة عملهم في المجتمع.
ربما تكون الشهرة هي عامل آخر يمكن أن يدفعهم إلى الدخول في الساحة السياسية. قد يرون في الحصول على منصب سياسي فرصة لزيادة شهرتهم وتحقيق النجاح في المجال السياسي كما فعلوا في عالم الفن، وقد يعتقد بعضهم أنهم يمكنهم أن يكونوا صوتًا قويًا في المجتمع وتأثيرهم في السياسة وإنشاء تغييرات في المجتمع.
ومع ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال أن يكون لدى بعض منهم أهداف سياسية حقيقية ورغبة في تقديم المساعدة للمجتمع وتحقيق التغييرات السياسية والاجتماعية،قد يكونوا يربطون بين مهاراتهم الفنية والقدرات على التأثير في المجتمع والقدرة على تقديم المساعدة في بناء الوطن.
رغم محتوى اكثر صناع المحتوى يبدو هابطًا ومسيئًا وتافها ، فإنهم في وضع جيد للفوز في الانتخابات.
قد يكون لهم قاعدة كبيرة من المؤيدين من خلال قاعدة متابعة أو بسبب الشهرة التي حصلوا عليها في المجتمع ذي الميول التافهه .
وربما قادرين على جذب الأصوات من خلال حملات إعلانية قوية وتجربة في مجال التأثير في الجمهور.
ومع ذلك، فإن النجاح في الانتخابات لا يعتمد فقط على الشهرة أو القدرة على جذب الأصوات، يجب أن يكونوا لديهم خطط سياسية واضحة ومبادرات عملية يمكنهم تنفيذها في حال الحصول على السلطة، يجب أن يكونوا قادرين على إثبات قدرتهم على التعامل مع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية المهمة في العراق.
من ناحية أخرى، فإن بعض صناع المحتوى يدخلون في الساحة السياسية سيواجهون العديد من التحديات، وقد يواجهون شكوك من قبل الجمهور بشأن قدرتهم على التعامل مع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وربما يواجهون أيضاً منافسة قوية من الأفراد والزعماء السياسيين المتمرسين الذين لديهم خبرة في المجال السياسي.
فضلاً عن ذلك، قد يواجهون تحقيرًا من قبل بعض القطاعات المجتمعية التي ترى في دخولهم في الساحة السياسية استهلاكًا للسياسة وعدم احترامها. قد يكون من الصعب علىهم إثبات أنهم يعملون من أجل المجتمع وليس من أجل المصالح الشخصية أو الامتيازات المالية.




تقييم المقال

