الانتخابات البرلمانية لعام 2025 انتهت وشهدت تصدر ائتلاف "الإعمار والتنمية" بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث حصل على 46 مقعدًا من أصل 329 في البرلمان. يليه ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي بـ 29 مقعدًا، وحزب "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي بـ 27 مقعدًا .
بعد إعلان النتائج، بدأ الإطار التنسيقي، الذي يضم القوى الشيعية، اجتماعات لتشكيل الكتلة الأكبر واختيار رئيس الوزراء .
محمد شياع السوداني صحيح هو المرشح الأقوى لتولي منصب رئيس الوزراء للمرة الثانيةلكنه ليس شرطا أن يكون هو حصل ذلك مرارا قبله نوري المالكي وحيدر العبادي فازوا لكنهم لم يشكلوا الحكومة ،لكن بعد انضمام ائتلافه "الإعمار والتنمية" إلى الإطار التنسيقي ربما تزداد حظوظه، ويجعله الكتلة الأكبر في البرلمان .
وهنا المرشحون المحتملون كثر نذكر منهم لا للحصر محمد شياع السوداني رئيس الوزراء الحالي، ويحظى ببعض الدعم من جهات بالإطار التنسيقي.
نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، ويعارض تولي السوداني ولاية ثانية وربما قيس الخزعلي رئيس كتلة صادقون ربما، يحظى بنفوذ كبير في الإطار التنسيقي.
حيدر العبادي يدعمه الحكيم واخرون وحتى مصطفى الكاظمي مرشح كذلك، وأيضا وعبد الحسين عبطان وزير الشباب السابق والصدري حميد الغزي الأمين العام لمجلس الوزراء يندرج ضمن قائمة المرشحين.
لكن هناك انقسام سياسي حاد بين القوى الشيعية، كما أن هناك تردد القوى الكردية والسنية في دعم حكومة لا تمثل مصالحها، فضلا عن نفوذ الفصائل المقاومة داخل المشهد الأمني والاقتصادي هذه أمور ستعقد المشهد إضافة للتدخل الأمريكي الأوروبي فضلا عن وجهة نظر إيران الهامة بهذا الصدد ، لذا من المتوقع أن تستغرق عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعض الوقت ربما أشهر ،أو اقل حيث يجب على البرلمان انتخاب رئيس الجمهورية، الذي يكلف بدوره رئيس الوزراء هنالك سيناريوهان لتشكيل الحكومة : السيناريو الأول: تحقيق توازن جديد عبْر تحالفات يقودها السوداني: في هذا السيناريو، هناك احتمال ضعيف أن يتمكن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من إنشاء تحالفٍ انتخابيٍّ مَرِنٍ يتجاوز الانقسامات التقليدية ويجمع بين بعض قوى الإطار ومستقلِّين، بالإضافة لشخصيات محلية ناشئة، لكن نجاح هذا السيناريو يعتمد على عدة عوامل، منها نسبة الاقتراع وقدرة "السوداني" على المناورة بين المعادلات المحلية والإقليمية.
السيناريو الثاني: تعزيز قبضة "الإطار التنسيقي" على الأمور بغياب الصدر وتشكيل حكومة مريحة، ذلك قوى الإطار التنسيقي سيكون لديها ما يتيح لها تأمين أغلبية مريحة في البرلمان المقبل، وسيؤدي مثل هذا السيناريو إلى تشكيل حكومة جديدة تحت قيادة الإطار، دون الحاجة لتوافقات وطنية واسعة؛ ما يعزز من تماسُك السلطة، برغم التعنت الأمريكي على هذا السيناريو.
يبدو ان هذه الانتخابات قد تكسر الأنماط القديمة، لكن الحزب الذي يخرج فائزا نادرًا لا يشكل الحكومة، حتى عندما يتقدم في عدة محافظات كما ذكرنا لكن هنالك مرونة ومواقف دولية ضاغطة.
مراقبون للشان السياسي قالوا أن محادثات لتشكيل ائتلاف حاكم بدأت بالفعل بين الفائزين الرئيسيين، بما في ذلك تحالف السوداني، وحزب التقدم بزعامة محمد الحلبوسي، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، إضافة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة عائلة بارزاني. كما شارك في الاجتماعات الاستكشافية قادة مثل قيس الخزعلي من صادقون ومنظمة بدر التابعة لهادي العامري، إلى جانب مجموعات أخرى حققت نتائج جيدة.
المراقبون اشاروا أن التاريخ الحديث يوضح أن الأحزاب الشيعية شكلت في انتخابات 2021 الإطار التنسيقي، الذي اختار في النهاية السوداني رئيسًا للوزراء، رغم أنه كان شخصية سياسية غير معروفة نسبيًا حينها يمكنها فعل ذلك أيضا ، بالرغم من أن الأحزاب خاضت انتخابات هذا العام بشكل منفصل، إلا أن هناك مؤشرات على إمكانية إعادة توحيد صفوفها، مع حاجة الحكومة المقبلة إلى ائتلاف برلماني يشمل السنة والأكراد، وتشير التقديرات إلى أن المكونات الرئيسية للإطار التنسيقي حصلت على نحو 93 مقعدًا من دون السوداني.
معلومات توكد ان الإطار التنسيقي وضع مواصفات معقدة لمرشحه لرئاسة الوزراء تتمثل:
أن يكون حسن السيرة والسلوك،وان يتمتع المرشح بعلاقات جيدة مع الجانب الأمريكي والجانب الإيراني، وأن يكتب تعهد بعدم تشكيل كيان سياسي، وان تتكون لجنة من الإطار التنسيقي تختار فريق مكتبه الخاص.
فهل الأمور تعود إلى سابق عهدها لكن بشكل معكوس لان الشروط التي وضعت تنطبق على الكاظمي اكثر من السوداني الذي قوي شوكته وزاد نفوذه وربما يرفض تلك الاشتراطات .
الايام كفيلة لكن من الموكد حتى الآن لا اتفاق على شخص رئيس الوزراء وربما نرى وجها جديدا كما عودتنا قوى الإطار التنسيقي.




تقييم المقال


