تقييم المقال
تنفسنا صعيد الحرية بعد أن هوت أصنامه ومزقت صورا له ملأت ارجاء العراق في كل قرية وقصبة وكل بيت وزقاق ..
إذ أُجبر العراقيون على تعليق صوره في بيوتهم ومحلاتهم فضلا عن كل مؤسسة حكومية .
وتناثرت جميعها كرماد في يوم عاصف، واختفت من الوجود وصار هواء بغداد صالح للتنفس لولا وجود القوات الغازية.
حملنا هم الوطن طوال عقود حكمه وقدمنا قرابين للشهادة خيرة رجالنا ونسائنا وفقدنا الأمل في زواله إلا أملا بالله الذي يمهل ولا يهمل.. سارعنا لخدمة المجتمع وتوليت حينها مجموعة نسوية بمحاضرات توعية وتنمية بشرية في دار إحدى الأخوات كل يوم ثلاثاء.
وأنا أنتظرها لنذهب أظهر التلفزيون صورا وإعلانا أن قوات التحالف الدولي وجدت أول المطلوبين الهارب صدام حسين.
وبدا ذليلًا قبيحًا كثًا قذرًا رثّ الملبس وامتلأ شعره بالطفيليات !! يقربون العدسة منه ويفتح فاه باستسلام وكأنه حيوان يريدون إيداعه في قفص الحيوانات ويخضعوه للفحص !!
وفي ذات الوقت يعرضون جحره العفن في عقر داره ومسكن عشيرته .. ووضع مزري رضي أن يعيشه بعد تشدقات صمّت أسماعنا وترهات أطلقها طوال وجوده فرعونا يسوم العراقيين أنواع العذاب ..
لم يقاومهم ولم يدفعهم حتى بيده! بل استسلم خانعًا خائنًا لشرف الرتبة العسكرية التي منحها لنفسه زورًا !فهو فارٌّ من الخدمة العسكرية وقد أعدم آلافا من الشباب الغض أمام أعين أهاليهم كونهم لاذوا بأنفسهم من جحيم حروبه المتعددة ..
لم أصدق ما رأت عيناي وذهلت مما عُرض ..لكنني كنت أردد سبحان الله قاصم الجبارين مبير الظالمين.
وصلنا بيت الأخت ووجدت الفرحة قد علت الوجوه وتبادل التبريكات ووزعوا الحلوى وكانت مدة الندوة كلها عنه وعن قدرة رب العالمين فرحة كنا بحاجة إليها علّها تبلسم بعض الجراح..
ذكرى ينبغي علينا استذكارها كل عام لكل ما فيها …وبدأ مشوار محاكمته التي استمرت ثلاثة سنين طوال !! بعد أن كان يعدم معارضيه دون أية محاكمة دفنًا في مقابر جماعية أو رميًا بالرصاص أو إذابة بالتيزاب .. وإن حوكموا لن تستغرق المحاكمة سوى دقائق وتصدر أحكام جائرة لا تتناسب إطلاقا مع ما ارتكبوه !!
