البحث المتقدم

البحث المتقدم

ميلاده المشؤوم وصمة عار في جبين كل بعثي

0 تقييم المقال

 الى جيل الالفية الثالثة.. والى من لم يعش في العراق أبان حقبة البعث السوداء..

في شهر نيسان من كل عام وبالتحديد يوم 28 منه اكتشف البعثيون ومرتزقة صدام انه تاريخ ميلاده المشؤوم.

ولا أحد يدري مدى حقيقته لكن الثابت والذي لا يقبل نقاش انه أصغر من زوجته ساجدة بنت خاله المجرم طلفاح بعامين، ولكي لا يعاب عليه وعليها غيّر مواليده ليكونا ابناء نفس العام.

طيلة حكم البكر كان نيسان يخصص للاحتفالات بذكرى تأسيس حزب البعث الفاشي ويهرج البعثيون تعبيرا عن فرحتهم لهذا الحزب الدموي فهو قد جعل لهم وجودا بعد العدم، ولكن بعد ان تسلق صدام سدة الحكم منحيا الرئيس صارت الاولويات اخرى حيث تحولت سياسة الحكم من الحزب الواحد الى الفرد الواحد وتجسدت الدكتاتورية بأبشع ما تكون.

ولكي يرضي الاتباع غروره ابتدعوا بدعة (عيد ميلاد الريس) وصارت التحضيرات قبل حلول نيسان تشغل تشكيلات وواجهات الحزب ويتسابق المتملقون لنيل رضا الفرعون الذي يظهر للعيان مرتديا بدلة بيضاء وهو يعرف في قرارة نفسه لا حقيقة لما يدعون وان امه صبحة هي وحدها تعرف من اباه واين ومتى ولد!

استمرت اعياد الميلاد سنة بعد اخرى تستفز جيوش الايتام التي خلفتها سياساته الهوجاء بين حرب الثمانية اعوام واعدامات وسجون ودفن جماعي للأسر والافراد وقتل وتنكيل في مؤسسات التصنيع العسكري لكل من يعترض على نهجه الاجرامي الدموي وان كانوا خيرة كفاءات العراق.

والاشد استفزاز الجبر والاكراه للعوائل ان يخرجوا بمسيرة يحمل كل منهم شمعة تعبيرا عن فرحه!! ومن يرفض يحرم واهله من البطاقة التموينية ويكون مصيره في طوامير الامن المنتشرة في كل زقاق.

حتى حلت اعوام التسعينيات وفي مطلعها جثم الحصار الاقتصادي على العراق كابوسا ثقيلا لا فواق منه ولا خلاص ومئات الاطفال يموتون يوميا بسبب سوء التغذية ونقص الدواء بينما يبيع الناس ملابسهم وابواب بيوتهم واوانيهم ليدبروا لقمة يومهم.. الا ان عيد ميلاد الريس ما انفك يقام وتصنع به كعكات عملاقة وبذات المراسيم السمجة التي لا تناسب الا الرعناء، والاطفال يتحسرون على قطعة حلوى!!

هذا مشهد من الزمن الجميل الذي خدعوكم به وهذا هو رأس سلطته الديكتاتور الظالم الذي لم يراعي ذمة في شعبه وصار يشعر شعور فرعون وكيف لا والمتملقون جعلوا منه قائدا ضرورة وأنموذجا لن يتكرر، نعم حقا هو لم يتكرر وقد رأوا بالألوان كيف فر هاربا كفأر مذعور وترك شعبه وجيشه نهبا لأعتى جيوش العالم ليأوي الى حجر عفن تأباه الهوام.

نعم
هل اعجبك المقال