البحث المتقدم

البحث المتقدم

يوم الغدير: مناسبة إسلامية تجدد قيم الولاء والوحدة

0 تقييم المقال

يحتفل المسلمون، ولا سيما أتباع المذهب الشيعي، في الثامن عشر من شهر ذي الحجة من كل عام بـ يوم الغدير الاغر"، إحدى المناسبات الدينية البارزة التي تحيي ذكرى بيعة المسلمين للإمام علي بن أبي طالب كخليفة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفقًا لما يرويه التراث الشيعي.

تعود أحداث يوم الغدير إلى السنة العاشرة للهجرة، عقب عودة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع. وفي منطقة تُعرف بـ غدير خم"، الواقعة بين مكة والمدينة، يُروى أن النبي أوقف جموع الحجاج وخطب فيهم خطبةً شهيرة قال فيها: "من كنت مولاه، فهذا علي مولاه"، وهي العبارة التي تُعدّ مركزية في التفسير الشيعي لهذه المناسبة.

تتنوع مظاهر الاحتفال بيوم الغدير حول العالم، حيث تُقام المسيرات والاحتفالات الدينية، وتُلقى الخطب التي تستعرض فضائل الإمام علي ومكانته. كما تُوزع الحلوى والطعام في الأحياء والمراكز الدينية، وتُعقد جلسات لتجديد البيعة الرمزية له.

في العراق، وإيران، ولبنان، والبحرين، ودول أخرى، يعتبر هذا اليوم عطلة دينية لدى الشيعة، وتُقام فيه زيارات إلى المراقد المقدسة، مثل مرقد الإمام علي في النجف الأشرف.

يرى أتباع المذهب الشيعي أن يوم الغدير يمثل إعلانًا رسميًا من النبي لاختيار علي بن أبي طالب خليفة له، وهو ما يشكل أحد أهم مرتكزات العقيدة الشيعية. بالمقابل، يراه بعض علماء أهل السنة مناسبة تُبرز مكانة الإمام علي كأحد كبار الصحابة دون أن تدل على تعيين سياسي صريح.

ورغم الاختلافات في التفسير، يدعو العديد من العلماء والناشطين إلى أن تكون المناسبة فرصة لتعزيز التآلف بين المسلمين، والتركيز على القيم المشتركة كالمحبة، والعدل، والولاء للحق. قال الشيخ [اسم العالم أو المرجع] في كلمة له بهذه المناسبة: "يوم الغدير ليس يوم خلاف، بل يوم مودة، نحتفل فيه برمز من رموز الإسلام، ونتذكر فيه مسؤوليتنا في نصرة الحق وخدمة الأمة".

يبقى يوم الغدير مناسبة دينية وروحية لها مكانتها في وجدان ملايين المسلمين، يستلهمون منها دروس الولاء والقيادة والإيمان، وسط دعوات بأن تكون مثل هذه المناسبات جسورًا للتواصل والتقارب لا أسبابًا للتفرقة.

 

نعم
هل اعجبك المقال