قبيل كلّ موسم انتخابيّ ترتفع نسبة الالتهابات السياسية وتتأزم العلاقات بين القوى الحاكمة، ويشتدّ سعير المنافسة والتسقيط المبرمج، ويكون أمام بعض المرشحين مهمّة معقّدة لأجل استقطاب أكبر عدد من الناخبين عبر الاستغلال الفعليّ لإمكانيات وموارد الدولة لضمان تحقيق عنصرين أساسيين في خطة الانتشار الناعم هما: قوة وتنظيم آلية ووحدة الخطاب أو حجم ووحدة مساحة التأثير؛ ليكون الاهتمام مؤقتًا وليس مستدامًا بنشاطات وفعاليات وحراكات تجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين "المگاريد"، مما يجعل قرارهم في المشاركة بالانتخابات بين مطرقة الرغبة والطموح بأحداث تغيير وبين سندان حالة الدهشة والصدمة جراء الدهاء والطرق الميكيافيلية التي يسلكها بعض المرشحين ، لحين وصولهم إلى نقطة الحسم والتردّد باتخاذ قرار حازم في المشاركة الانتخابية من عدمها ، بسبب ارتفاع منسوب وكمية الإحباط لديهم ، نتيجة تكاثر طرق الاحتيال وكمية "البلتيقات" التي تستعمل من قبل البعض ومحاولة تسخين الساحة الانتخابية بأساليب وطرق ثعلبية عدّة يقع ضحيتها الشارع ومنها: رفع درجة حرارة الخطاب الطائفيّ والعنصريّ والمناطقيّ ، وإشاعة خطابات الكراهية المموّجة التي بدأ يلفظها حتى الجمهور المحتكر والثابت الذي يطمح بإعادة الكرامة، أو الضحك على ذقون البسطاء عن طريق إظهار مشاهد البكاء والتعاطف على حالة إنسانية بعدسة عين الصقر " صورني واني ما ادري " التي تثير الشفقة على المرشح "ابو گذيلة " أكثر من الحالة الإنسانية نفسها مما يجعل الكثير منهم في محط للسخرية ، أو نافذة لترفيه المواطن الذي يشكر الله على نعمة الديموقراطية كونها تمنحه الفرصة لأجل الضحك المستمر على الشعارات الرنانة والموسيقية التي تُرفع، والتي اعتقد بأنها لا تشفي التهابات يعاني منها جسد الانتخابات.