في القرآن الكريم قال تعالى عن نبيه: (رسول الله وخاتم النبيين). (1)
وقد أجمع المسلمون أن الرسول (ص) قال: (أنا خاتمُ النبيينَ لا نبيَّ بعدي). (2)
ولكن خصوم الإسلام يقولون بأن عيسى حيّ وهو نبي وسوف ينزل في آخر الزمان. فكيف يقول النبي (ص) لا نبي بعدي؟
الجواب هو في حديث النبي (ص) الذي يقول فيه: (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم). (3)
وكذلك حديث النبي (ص): (إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم، فصلى خلفه). (4) وكذلك حديث النبي (ص) : (مِنَّا الذي يُصلِّي عيسى ابنُ مَريمَ خَلفَه). (5)
من مجمل الأحاديث الكثيرة التي تؤكد بأن النبي عيسى عليه السلام سوف يُصلّي خلف المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. فهذا يعني صلاته مأموما، لا إماما أو نبيا. وبما أن المهدي هو الثاني عشر من أئمة المسلمين وأن عيسى سيُصلي بصلاته فهذا يعني أن عيسى على الإسلام وهو دين الأنبياء كلهم.
قال رسول الله (ص): (يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم.. فيقول المهدي: تقدّم صلّ بالناس فيقول عيسى: انّما اقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي، فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه). (6) فالسيد المسيح عندما ينزل يحمل صفة القيادة وليس النبوة ولا الامامة، يضاف إلى ذلك ثلاث أشياء .
الأول: كانت بعثة عيسى نبيا قبل نبينا محمد (ص) وبعثة نبينا (ص) خاتمة للنبوات ونزول عيسى يأتي كشخص مساعد للقائد المنتظر.
الثاني: بالأساس فإن المسيحيين لا يؤمنون بعيسى أنه نبي، بل يؤمنون بأنه إما ابن الله، او هو الله كما يتضح ذلك من الإنجيل.
الثالث: ينزل عيسى ليُثبت لقومه بأنه ليس ابن الله، ولا هو الله. بل هو بشر مثلهم.
مما تقدم يتبين لنا أن المسيح عليه السلام سوف يُبايع المهدي (ع) وأن سبب بقائه حيا طيلة هذه السنين هو لدفع شبهة طول عمر المهدي (ع) وكذلك قيام السيد المسيح بدعوة قومه إلى العودة للإسلام الذي هو دين الأنبياء كلهم، فيُسلموا على يد المهدي ويُبايعوا له. وهذا مصداق قوله تعالى (وإن من أهل الكتاب إلا ليُؤمنن به قبل موته). (7)
المصادر:
1- سورة الأحزاب آية : 40.
2- سنن الترمذي حديث رقم : 2219.
3- صحيح البخاري حديث رقم : (3449)، وصحيح مسلم حديث رقم : (155).
4- كمال الدّين وتمام النّعمة ؛ الشيخ الصدوق، الجزء : 1 صفحة : 22.
5- الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة رقم : 2293 قال عنه : صحيح.
6- كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر، يوسف بن يحيى الشافعي، الباب العاشر في صلاة عيسى عليه السلام خلفه.نصرة رسول الله وآل بيته كتبها الله تعالى على الأنبياء في قوله : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدقٌ لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه). ومن هنا أتت نصرة السيد المسيح للمهدي.
7- سورة النساء آية : 159