هكذا تكون العقول المتحررة، ليس من الضرورة ان تتمسك بثقافة القران وان تكون مسلما فالحساب على الايمان خاص بالله عز وجل وفي القران ايات تخص الحياة بكل تفرعاتها وعلومها فهل من يتمسك بخلق معين يؤكد عليه القران هو ضد ديانته ومع الاسلام ؟
الكاثوليكي ارشي اوغسطين يقول : "أنا روماني كاثوليكي، وأعمل كمحام في محكمة الجنايات في جنوب إفريقيا، وقد أجبرتني مذبحة البلقان، التي ارتكبت ضد المسلمين آنذاك على تأليف كتابي الأول، وعنوانه «دفاعاً عن الجهاد»، وبعد وقت قصير أنهيت أيضاً كتابي الثاني تفجيرات انتحارية أم استشهاد » ، ولم تكن هذه الأفكار نتيجة تكهنات أو توقعات ما، بل هي محصلة لقراءة شخصية للقرآن الكريم، إذاً فإن تلك الأفكار واضحة من نص القرآن نفسه".
قرا القران بعقل وليس بعاطفة الحب او الحقد ، قرا القران وبدا يقارن ما قاله الله عز وجل وماهو عليه العالم اليوم ، وكان جل اهتمامه هل تستطيع العلمانية ان تحتوي الاسلام كما احتوت المسيحية ، وترويج فكرة ان الاسلام هو فقط تعاليم دينية وأخلاقية، " يقول ارشي :" واكتشفت أن القرآن الكريم شديد الوضوح، وعديم الضبابية في عرضه للأحداث الماضية والحالية في قصة الجنس البشري المستمرة، ووجدت أيضاً أنه من السهل ربط الآيات القرآنية بالحال العالمي الراهن، وأكثر من هذا فهم المستقبل، الذي ينتظر المؤمنين وغير المؤمنين على السواء".
عبارة قوية وعميقة عندما اكد ان المستقبل في القران الذي ينتظر المؤمنين وغير المؤمنين على السواء ، ليؤكد عالمية القران وانه لكل البشرية
يؤكد في مقدمته كذلك " ونحن ندعي العقلانية عندما نرفض، أو نخفق، أو نتغاضى عن تدارس محتوى القرآن الكريم من أجل الوصول إلى الحكمة في مثل هذه الأمور، وخلال تفحص حالة القضايا الدولية بما يربطها بالقرآن الكريم، فإن ماضي تطوير السياسات الدولية وحاضرها ومستقبلها يصبح واضحاً جداً ".
بعد ان تطرق لحروب الغرب ضد المسلمين بقتلهم وسرقة اراضيهم وواقعا كان المقصود هو الاسلام قبل المسلمين ولما عجزوا لجاوا الى اسلوب ما نسميه اليوم بالحرب الناعمة ، ومن اساليبهم هي نشر العلمانية وان ينظر الى الاسلام بانه علاقة الفرد مع الله فقط وليس مع المجتمع ومع الحاكم .
المعلوم عن التخطيط الخبيث للغرب هو النظر على المدى البعيد أي لا يستعجلون الهدف لذا بدات وسائلهم من خلال انشاء المدارس العلمانية ، وهنا اشارة مهمة للجامعات الامريكية التي تفتح في البلاد الاسلامية كما واقامة سفرات لمجموعة من الطلبة الى امريكا كما فعل قنصل امريكا في البصرة عندما هيأ سفرة طلابية الى تكساس والغاية معروفة .
امام المدارس العلمانية او فرض مناهج دراسية في المدارس التي حاكمها عميل من اجل احتواء تاثير المدارس الاسلامية ، وهكذا فإن نظام التعليم العلماني قد أصبح موضع التركيز، حيث سعى الغرب إلى إحلال هذا النظام محل التعليم الإسلامي ، وها هي مدارسنا لا تجعل كتاب التربية الاسلامية ضمن الامتحانات النهائية
ويؤكد الكاتب اصبح الزنا والمثلية والتمرد على رب العائلة وحرية الطفل اصبحت امر طبيعي ومن يعارضها يصبح مخالفا للقانون
وهنا ياتي الاثر السلبي الكبير مع انهيار الرقابة ادى الى تفشي الأخلاق الغربية بشكل واضح للعيان عن طريق الكتب خصوصا الروايات ، وشاشات التلفاز وشبكات النت.
ويؤكد اوغستين على نتيجة الاستعمار العلماني وهي " إذاً، أي مقاومة للمعايير الجديدة سوف تعد إرهاباً»، وليس حرباً أما الدين الإسلامي معتقدا وطريقة حياة سيجري إعاقته، وهذا هو الهدف المطلوب" .
لكن الذي يخفق الغربي في فهمه على أي حال، هو أنه من غير الممكن أن نترك الله سبحانه خارج تلك المعادلة، فالبرنامج الحالي، بغض النظر عن تصنيفه أنه برنامج التحالف الأمريكي أو البرنامج الغربي اعداء الإسلام، هو في تحليله الأخير وفق القرآن الكريم برنامج يقترح الحرب ضد الله.
لاحظوا الالتفاتة الرائعة للمؤلف عندما ذكر " وقد كشف القرآن الكريم عن برنامج هؤلاء وتخطيطهم، فالتمرد ضد أنبياء الله ورسله قد جرى عرضه، وجرى أيضاً الإعلان عن عواقب هذا التمرد في عبارات واضحة وجلية".
فالقران كشف مخططاتهم وكيفية تنفيذها لذا حذر المسلمين من هذه الاساليب لكي يحافظوا على فلاحهم في الدنيا والاخرة ، ولان الكتاب غني بالمعلومات الا ان التطرق له في مقال هذا لا يفي بالغرض ولكن اروع ما لفت انتباهي انه بعد المقدمة وقبل الشروع بالفصول استشهد بهذه الاية الرائعة : ﴿ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا ﴾ وهذه الاية تكفي لقراءة الواقع وغايات القوم وعلينا ان لا نمنحهم الاستطاعة في تحقيق غاياتهم الخبيثة
كتاب عنوانه الاصلي ( الحرب على الله ) والمنشور عنوانه ( الحرب على الاسلام ) تاليف ارشي اوغسطين ترجمة محمد الشماع مراجعة د منذر الحايك الطبعة الاولى/ 2011 دار صفحات للنشر دمشق.




تقييم المقال

