في احتفال افتتاح كنيسة الساعة في الموصل بعد تحريرها من عصابات داعش حيث حولها التنظيم إلى مخزن أسلحة بعد سرقة محتوياتها الأثرية التاريخية ، ومن بين المسروقات ساعتها الشهيرة التي أهدتها زوجة الإمبراطور نابليون الثالث إلى الآباء الدومينيكان في المدينة. حيث رعى احتفال الافتتاح وترأس القداس الاحتفالي الأب جيرارد فرنسيسكو تيمونير، الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية، بحضور عدد من الرهبان والمسيحيين . حيث تم أيضا نصب ثلاث أجراس صُنعت في مدينة نورماندي الفرنسية.
وبعد نهاية الاحتفال وتلاقي الناس والتعارف وشرب نخب النصر فيما بينهم. قدمني خالي القسيس إلى شخص كبير في السن يحترمه ويُبجلهُ الناس كثيرا. وقال له : اقدم لك بنت أختي إيزابيل راهبة سابقة. فالتفت الأب المحترم بحدة نحوي وقال : من أين عرفتي أن محمدا ذُكر في الكتاب المقدس. هل أنت أفهم من الآباء الأولين المقدسين وجموع القديسين.
حاول خالي تغيير الموضوع. ولكني أجبت بسرعة وقلت له: يا قداسة الأب. هناك نصوص وردت في الأناجيل الحالية حصرا وأحدها هذا الإنجيل تحت إبطك ، هل تستطيع ان تقول لي تفسيرها؟
فقال غاضبا : وما هي هذه النصوص؟
فقلت له نصوص كثيرة اذكر لك بعضها :
ينقل متى في إنجيله 3: 11: بأن يوحنا المعمدان أوصاهم قائلا: (أنا أعمدكم بماء للتوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار).
وكذلك كرر مرقص ذلك في إنجيله 1: 8 قال : (أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس).
أنا لا أقول أنه محمد أو شخص آخر ولكن، اسأل عن هذه الشخصية من يكون وهو الذي أشار له يوحنا بأنه سوف يأتي بعده ويهدي الناس بالروح القدس (جبرئيل) وبالسيف لمن عصاه ولم يطع الرب؟ والذي اعتبر يوحنا نفسه غير مؤهل أن يحمل حذائه. وقال هو أقوى مني. وأنه يأتي بعده. هل تستطيع يا جناب الأب أن تدلني على شخصية جاءت بعد يوحنا ويسوع نزل عليها الروح القدس جبريل وحمل سيفه لنشر رسالة ربه؟
سكت وأخذ يتطلع في وجهي وحاول خالي التدخل لتدارك الفضيحة خصوصا وأن بعض الحضور تجمع حولنا. وبعد سكوت قال لي جناب الأب الأقدس : تعالى إلى المكتب مع خالك حتى أعطيك الجواب.
بعد مضي دقائق من دخوله المكتب، أخذ خالي بيدي وهو غاضب ودخلنا المكتب.
دخلنا المكتب ، ما لكيناه . شرد