البحث المتقدم

البحث المتقدم

لماذا لم تضرب إسرائيل إيران؟

5 تقييم المقال

 

سؤال يبدو وجيها َفي محله، واستغرب من الذين كانوا يكرّرون من قبل نفس السؤال مستعجلين الحدث: لماذا لم تَضرب إيران، فترد على تطاول الكيان عليها؟ لماذا لاذوا بالصمت هذه الأيام وحريّ بهم أن يستعجلوا الرّدّ الإسرائيلي، طالما أنّ في قلوبهم إحنة على إيران؟ ألانهم يئسوا من ان ترد إسرائيل؟ أم انهم كانوا يتفكّهون من قبلُ - حسب ظنّهم -على عدم قدرة إيران على الرد؟ بما يعني أنهم متأكدون اليوم، وعلى يقين بأن اسرائيل سترد، لذلك يترقبون وقلوبهم واجفة ان الرد سيكون قويا كي يردع إيران؟ لهؤلاء نقول (انتظروا فإنّا منتظرون) (من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم)، فإيران التي توجّست منها أمريكا خيفة منذ 45عاما، هي نفسها ايران الواقفة في وجه الحركة الصهيونية المفسدة في الأرض، ايمانها هو نفسه الذي بدأت به وجودها لم يتغيّر منه شيء، مع زيادة كبيرة في الإمكانيات العسكرية صناعة وتطويرا وتحديثا وليس شراء من الغرب، عصرنا هذا اصبح له عنوان واحد هو: مفاجآت ايران ومحورها المبارك، انتظروا فالمفاجآت قادمة، سارة للمؤمنين أيّما سرور، محزنة للمنافقين والفاسقين أعداء الانسانية القويمة الميالة للعدل والخير.

لماذا تغيرت لهجة امريكا؟

كان في حساب أمريكا ومن ورائها دول الغرب، أنه بعد سلسلة الجرائم التي خططوا لها، ونفذتها اجهزتهم متعاونة الاستخبارات الصهيونية، بدأ بأجهزة البيجر وانتهاء باغتيالات قادة المقاومة، أن معنويات رجال الله ستكون في أسوا حالاتها، وبالتالي يسهل على القوات الإسرائيلية اجتياح الجنوب اللبناني، لتتحكم في منطقة عازلة وتحتلّها لتكون حزام أمان لمستوطناتها في شمال فلسطين، فيأمن مستوطنوها هناك ويعودوا إلى الشمال بعدما هاجروه فرارا من صواريخ المقاومة لتفرض منطقها الارعن والذي سيكون بداية نهاية القضية الفلسطينية بمساهمة انظمة عربية وقحة رضيت ببيع ارض مقدسة وشعب مظلوم.

لكن المفاجأة حصلت بفشل الاجتياح البري تماما، بل وظهر من عجز قوات الكيان، ما دلّ على أنها لم تجتز الخط الازرق إلا بما أرجعها إليه منكسرة ذليلة، تاركة وراءها قتلاها وجرحاها، لم تتمكن في احدى المواجهات المباشرة في (مارون الرأس) من سحبهم إلى الخطوط الخلفية، هذا إضافة إلى نجاحات سرب من الطائرات الإنقضاضية المسيّرة، في إصابة أهدافها بدقة في معسكر للواء جولاني في بلدة بنيامينا شمالي فلسطين المحتلة، خلّفات وراءها عشرات القتلى الجرحى وانحطاط معنويات من نجا من الهجوم الموفّق، وهذا ما دفع بأمريكا إلى حث ربيبتها اسرائيل إلى القبول بحل الدبلوماسي، اعتبارا بأنّه الأسلم لها، في ضوء فشل الحل العسكري.

ما يحصل اليوم لإسرائيل بعد قرارها الآثم بالاعتداء على لبنان، عاشه المعتدون بعد هزيمتهم في 2006، لكنّه مختلف عن حرب تموز، للتّباين الكبير بين تلك الوقائع وما يحصل اليوم من خيبات وخسائر العدوّ، الذي لم يبقى له سوى تدمير البنى التحتية في مدن الجنوب، انتقاما وتشفيا منه ولا حيلة له فوق ذلك، ومعارك الميدان جرّت جنوده وضباطه إلى هزائم متكررة، لم تسعفه دباباته في كل محاولة توغل يقوم بها، من أيّ منطقة كانت شمالي فلسطين، من إصبع الجليل فما دونه، من مساحة ممتدة حوالي 100 كلم.

من خلال تسريبات فيديو برهنت على حال سيئة لجنود العدو، وثّقت فضلا عن بعض الخسائر التي مني بها، عن سقوط اسطورة الجيش الذي لا يقهر، وبرهنت من جهة أخرى بسالة وشجاعة وصمود ومعنويات عالية للمقاومين في مواجهة أعتى التجهيزات، وفي قراءة لما يجري هناك أشير إلى أن وضع وتموقع المقاومين اللبنانيين على خطوط التماس مع العدوّ، يجعلهم في موقف أفضل بكثير من قوات العدوّ التي تتكبد في كل محاولة مزيدا من الخسائر البشرية والأعتدة، ما يثلج الصدور هذه الصيحات التي تصدر عن جرحاهم، لم نكن نسمعها من قبل، انهم يألمون ألما حاولوا جهدهم كتمانه عن العالم، إخفاء على شعبهم حقيقة ما يجري على الجبهة اللبنانية، معنويّات جنودهم أصبحت في الحضيض، خصوصا بعد الضربة الصاروخية الايرانية الاخيرة، المستوطنون اليوم يعبشون اسوأ حالاتهم منذ أن نشأ كيانهم، ووطئت أقدامهم إليه على أن فلسطين هي أرض ميعادهم، غير أنّ حلمهم وأملهم قد بدّده مشروع الإمام الخميني، وها هي عناصر مقاومته التي دعا اليها وذهب في تأسيسها بكل حزم وجد، تفرض منطقها على ساحات المعارك، فتضيّق على القوات الصهيونية الخناق في المواجهات معها، وتبدّد حلم المستوطنين معهم، فتضيق بهم مستوطناتهم بما رحُبت، فيفرون منها بجلودهم تاركين أنْعُمَها وراءهم لا يلوون على شيء، بلا أمل في العودة إليها، وبلا وجهة داخل الأراضي المحتلة، فكل الأماكن اليوم غير آمنة بالمرّة، تطالها صواريخ المقاومة المباركة، هذا نداء لمن بقي من المستوطنين يحمل امل الرجوع الى مستوطنته اقوله على لسان المقاومين الشرفاء: أفيقوا أيها المستوطنون قبل فوات الأوان، فالوقت لا يخدم لصالحكم، وأصبح مع مرور الأيام والساعات يضيق عليكم، فاحزموا أمتعتكم قبل فوات الأوان، لا مفر لكم بغير الرجوع من حيث جئتم، أخرجوا اليوم في متّسع قليل من الوقت، قبل أن يضيق بكم الحال فتخرجوا بلا حقائب، تذكّروا أسلافكم الذين قدموا بالبحر إلى فلسطين، كيف كانوا؟ وبأيّ حال قدموا؟ وماذا يحملون معهم؟ انذرتكم وانا ناصح لكم، لعل فيكم من يعقل ويفهم النصح، وفد اعذر من قد أنذر.

  • ينتظرون أن تردّ إسرائيل على إيران ردّا عسكريا، أقول لهم: انتظروا فما تتمنونه لإيران، كتمنّي ابليس في الجنة، ففي صورة ما اذا أقدمت إسرائيل على ضرب إيران فإن الوعد الصادق 3 جاهز للتنفيذ فاذا وقعت الواقعة فابحثوا بعدها عما بقي من مستوطنات ومعسكرات ومظاهر حياة في فلسطين المحتلة، اقلعوا عن أحقادكم على إيران، فلن تزيدكم سوى عُقَدا ومرضا، فابحثوا عن أمر آخر ينفعكم، وما أمنياتكم التي تمنّيتموها، سوى تعابير دلّت على أناس فقدوا ملكة التمييز بين الحقّ والباطل، إيران برجالاتها ماضية نحو تحقيق أهداف العزّة والتفوق، واعلاء راية الإسلام، كما بشّر خاتم الأنبياء أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله، بأن قوم سلمان المحمّدي ( الفارسي)، هم من سيعيد للدين سؤدده ومكانته الرفيعة، في آخر الزمان وهو زماننا هذا.
نعم
هل اعجبك المقال