إنَّ العزة مصطلح قرآني، له مفهوم ومصداق في تاريخنا الإسلامي، بل هو إحدى مقومات الشخصية الإسلامية، والتي يجب أنْ تتبنَّاه مفهومًا ومصداقًا واقعيًّا، فالله تعالى قد أكد ذلك بقول: ((وللهِ العزَّةُ ولرسولِهِ وللمؤمنينَ))، فالعزة تكمن في هذه الثلاثية على اختلاف مقاماتها، فالعزة للمؤمنين إنما تنطبق على وجود الإيمان قوة وضعفًا، وتُفقد عند فقد المؤمن عقيدته الإيمانية.
وقفت الزهراء "عليها السلام" لتصرخ في الأمة أهمية العودة إلى العقيدة الحقة، ومعرفة حقيقتها وفلسفة تشريعاتها، فقالت في خطبتها ببيانها حِكَمِ فقرات النظام الإسلامي: ((فجعل اللهُ .. الجهادَ عزًّا للإسلامِ))، فهي بذلك تتحدث عن واقع الأمة الإسلامية التي تبحث عن (العزة)، إذ تؤكد أنَّ السبيل إنما هو في (الجهاد)، فلا عزَّة للأمة بلا جهاد لأعداء الدين والمقدسات.
إنَّ هذا التصريح والبيان منها للأمة إنما هو منهج ثابت، فالقرآن يدعو المؤمنين إلى الجهاد، ومقاومة الأعداء؛ للوصول إلى عزتهم: ((وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ)).
فجهاد هذا الكيا.اان هو السبيل إلى عزة الأمة .. وإلا فالهوان!!