قد يعتقد البعض أن المسيحية مجرد كنائس وقساوسة مسالمون يقرأون التراتيل الدينية. ولا علاقة لهم بالسياسة والحياة العامة. وأقول لهؤلاء ، انتم مخطئون واهمون، لان الكنائس هي أذرع الأخطبوط الذي يتبع الرأس فلها ارتباط بقيادة دينية عليا لها مكاتب ومؤسسات وأمن سري ومخابرات ترفع تقارير عن أداء الكنائس والعشور المالية وكل صغيرة وكبيرة. وكذلك في مكاتب مخابرات الكنائس فروع متخصصة بالديانات التي حول الكنائس فهناك مثلا مكتب لمتابعة ما يجري بين المسلمين ، سنة وشيعة .وكذلك مكاتب عن الأقليات مثل الكردية التركمانية الايزيدية القبطي الماروني وغيرها . وفي كل دولة مركز رئيسي يشرف على الكنائس والبيّع في هذه الدولة او تلك ، ودور المركز الرئيسي هو جمع هذه المعلومات من فروعه وكيفية الاستفادة منها وتوظيفها لخدمة أهداف الكنيسة، ولذلك فإن مخابرات الكنائس ـــ وهذه أخطر مسمياتها ـــ او ما يُسمى (الحرس الكورسيكي) التابع للـ ( الحرس البابوي والحرس النبيل وحرس البلاط وفيلق الدرك البابوي وهو القمة وهو يتبع أوامر الكرسي الرسولي ، الذي يتبع بدوره الدولة المسيحية الكبرى ويقوم بتطبيق سياستها). هذه الفروع التسلسلية تجمع المعلومات وتؤرشفها وتدرسها وتستخلصها ثم يتم توظيفها لخدمة أهداف الكنيسة العظمى في روما بعد عرضها على مجمع الكرادلة. ولذلك فإن المسيحية تعرف الشيء الكثير عن كل الشخصيات والتنظيمات السياسية والدينية في العالم. ومن هنا ومثال على ذلك (العراق) ــ حيث أن قريبي هو المدير العالم لفيلق الدرك البابوي فرع الكنيسة الكلدانية الآشورية ــــ فإن بعض المجامع الدينية والحوزات العلمية التي تشكلت في النجف أيام الحملة الإيمانية في أوائل التسعينات، هي نسخة طبق الأصل من الحملة الإيمانية الكنيسة في القرون الوسطى لضرب الدين بالدين وعلى قول كبير المستشرقين (يجب أن يقطع الشجرة غصنٌ منها). فكانت بداية ضرب الحوزة بالحوزة والعمامة بالعمامة والذي لا يعلمهُ الجميع لربما فإن إدارة مؤسسات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية العظمى كلها تحت إشراف الرقابة الصارمة لمجمع السنهدريم اليهودي الأعلى. المهيمن أيضا على قرارات الدول المسيحية الكبرى.
والتي منها أكثر ثلاث حروب دموية في التاريخ هي الحرب الصليبية ، والحروب الألبجنسية في أوربا ، ثم الحرب العالمية الأولى والثانية وهم يخططون اليوم لحرب عالمية ثالثة لا تُبقي ولا تذر . وكلها أشعلتها وستشعلها الكنيسة الكاثوليكية.
تشكل (الكوريا الرومانية) وزارة الفاتيكان وأدواته التنفيذية التي تساعد البابا ليس فقط لإدارة شؤون الدولة بل الكنيسة الكاثوليكية برمتها في كافة أنحاء العالم أديرة وكنائس. ومن الجدير بالملاحظة لا يحق لأي كان التطوع في الشرطة السرية أو الاستخبارات الكنيسة بل يجب أن يكون المتطوع كاثوليكيا حصرا. ويتراوح سنه بين 19 و 30 عاما. وعليه أن يكون من الحاصلين على شهادة حسن السلوك والسيرة كاثوليكيا من استخبارات الكنائس في دولته. وذو مستوى تعليم عالي لا يقل عن درجة دبلوم.
الفاتيكان واجهة على شكل دولة مستقلة لها جيوشها وامنها واستخباراتها وسفاراتها حالها حال أي دولة لها سفاراتها في الخارج وفي السفارة عادة ما يكون ملحقيات ثقافية وعسكرية واستخبارية ، والكنائس المنتشرة في أنحاء العالم هي بمثابة سفارات للفاتيكان. أيضا فيها فروع أمنية واقتصادية واستخباراتية وهذا لا يعرفه حتى كبار علماء المسلمين. أحجمت عن ذكر بعض اشهر هذه المؤسسات الاستخبارية المسيحية ذات التاريخ الأسود المظلم لأني لو ذكرتها لربما أهيأ باقة من الزهور