انقلاب8 شباط 1963م موقفا مشرفا للمرجعية في مواجهة المد البعثي
وعلى الرغم من تركيز الثورة على التعليم وتوسيعه أفقياً وعمودياً بشكل يستوعب كل الأعمار، ويساهم في القضاء على التخلف والأمية، فأن الشيوعيين انخرطوا في معترك فكري عنيف داخل المجتمع مع القوى القومية من جهة، وأنصار الإسلام من جهة أخرى، مستغلين فسحة الحرية التي أتاحها النظام آنذاك، فراحوا ينشرون كتبهم ويعلنون عن مبادئهم ويظهرون عداءهم للأديان والمقدسات والقيم الإنسانية، مما أدى إلى مواجهة، أخذت في أحيان غير قليلة طبيعة الصدام، مكونة من صورة من صورة العنف السياسي على مستوى الشارع، معززاً بذلك استمرار ظاهرة من أخطر الظواهر الاجتماعية والسياسية في المجتمع العراقي.
وحاولت المرجعية الدينية أن توصل رسالتها التحذيرية من تنامي الخطر الشيوعي إلى قادة الثورة بشكل مباشر، فعندما نقل السيد الحكيم إلى بغداد لتلقي العلاج زاره الى محل إقامته نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية عبد السلام عارف فقال له المرجع الأعلى: "إنك رجل عسكري وقد تعلمت الكثير من الصبر في الجندية وعليك التفاهم مع الزعيم حول خطورة التعاون مع الشيوعيين، لأن عقيدتهم مبنية على الإلحاد، وهذا البلد بلد مسلم ويضم المراقد المقدسة وجامعات العلم، وهم يجرون البلد إلى صالح الأجانب وليس إلى صالح العراقيين وستحل الويلات والمآسي إذا تسلّطوا على رقاب العباد".
وحين زاره عبد الكريم قاسم نفسه قال له ما نصه: "إنني قلت للحكام الماضين أن هذا البلد بلد مسلم وكل شخص يقف عقبة أمام عقيدة الأمة فإنه يعرّض نفسه لسخط الباري عزّ اسمه ولسخط الأمة، وأن التزامكم بالإسلام يحبب الناس إلى الحكومة، ويجعلهم يقفون إلى جانبها إذا تعرضت للمحن والشدائد، وأما إذا ابتعدتم عن الإسلام فإن الأمة ستنفر منكم".
المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 203