الدفاع عن الهوية الدينية.. المرجعية والحوزة العلمية في وجه التحدي الشيوعي
منذ نهاية عام (1958م) ومطلع (1959م) تم تعيين عدد كبير من الشيوعيين أو المناصرين للحزب الشيوعي أو المتعاطفين معه في مفاصل حيوية من الدولة العراقية، وزحف هؤلاء على المواقع المهمة ومراكز صنع القرار في البلاد، مثل مجلس الوزراء، ومؤسسات التعليم، ونقابات العمال، والإعلام، وبعض المؤسسات الأمنية والجيش، مما أدى إلى سيطرة الشيوعية على أجهزة السلطة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل سعت العناصر الشيوعية للتغلغل داخل المدن الدينية، مثل النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وقد تمكنت في الأول من الهيمنة على المظاهرات، معلنة قوتها وحجم نفوذها، وشنت الشيوعية حملتها الإعلامية على الفكر الديني متهمة إياه بأنه عقبة كأداء في طريقة نهضة الشعوب وتطورها، وهاجمت الدين والمتدينين والمرجعية الدينية واصفة إياها بــ "الرجعية"، ووجدت هذه الهجمات الدعائية لها آذاناً صاغية لدى بعض أفراد الشعب.
ووصل الأمل إلى رواج الإشاعات أن الحزب الشيوعي وجه بتكثيف وجوده في المدن المقدسة لاغتيال مرجع الأعلى، سواء في مقر إقامته في النجف أو في الكاظمية، وقد اضطر السيد الحكيم للسفر إلى كربلاء بعد قبول دعوة أهلها ومرجعها الكبير السيد مهدي الشيرازي الذي أمر بتشكيل فرق حماية خاصة له، حتى انجلاء المواقف.
يتبع ..
المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي الجزء 3 ص 202