البحث المتقدم

البحث المتقدم

السرقات طالت شريحة المطلقات

0 تقييم المقال

تراجع المطلقات عادة ؛ دوائر التنفيذ التابعة لوزارة العدل ؛ للحصول على حقوقهن من نفقة وغيرها ، والتي تستقطع من رواتب ازواجهن السابقين ، علما ان معاملات الطلاق والحصول على المستحقات القانونية او المعونة الاجتماعية للمطلقات صعبة ومرهقة ؛ اذ تقف النساء -واغلبهن صغيرات في العمر وصبايا- في طوابير طويلة ، بالإضافة الى افتقار تلك الدوائر الى ابسط وسائل الاستراحة ، وسوء اخلاق الموظفين ، واستغلالهم للوظيفة وتحرشهم بالنساء والاتفاق مع السماسرة لأخذ الرشوة منهن وابتزازهن جنسيا ... ، وتنقل احدى الارامل معاناتها وتقول : وبعد مراجعات دامت أكثر من عامين لم أحصل على أية حقوق ... ، كما أن الحكومة العراقية تركتني أعاني عنفاً آخر بعرقلتها ملفات آلاف الأرامل والمطلقات أو الأمهات الثكالى اللواتي يبحثن عن حقوق أبنائهن ... .

 

ومع شديد الاسف يتعامل المجتمع العراقي؛ بقسوة مع المطلقة وينظر لها على أنها إنسانة فاشلة او متمردة ، ويرفض الأهل خروجها للعمل أو الدراسة لتحقيق ذاتها او إعالة أطفالها ... ؛ وعندما تستجير المطلقات بدوائر الدولة ؛ ينطبق عليها المثل العربي القائل : ( كالمستجير من الرمضاء بالنار ) وكأن الجميع ( حكومة وشعب ) اتفقا على عقابهن عقاباً جماعياً ؛ فالدوائر الحكومية تفاقم معاناتهن ... ؛ فالموظفون يضعون الكثير من الشروط والعراقيل امامهن .

 

وبعض النساء المطلقات بل و غيرهن - ( مثل المرأة الزعلانة و التي هجرها زوجها ) – يراجعن الدوائر الرسمية لاستلام المستحقات المالية الشهرية والتي يفرضها القانون على الزوج (النفقة ومؤخر الصداق) ... ؛ وعند مراجعتهن لدوائر التنفيذ التابعة لوزارة العدل ؛ تتعرض اغلبهن للتحرش او الابتزاز الجنسي ، فيما تشتكي بعضهن من "الإجراءات الروتينية المعقدة"، التي يضطررن إلى خوضها شهريًا، في المحاكم ودوائر التنفيذ ، حيث تستغرق أحيانًا أكثر من ست ساعات ، وقد نقلت لي احدى النساء اللاتي اعرفهن بحكم الزمالة الوظيفية ، انها رفعت دعوى على زوجها الذي هجرها ، وكسبت الدعوى ، وتم استقطاع مبلغا من راتب زوجها وقدره ( 900 الف ) لإعالة نفسها واطفالها ، وبدأت باستلام الراتب من دائرة تنفيذ بغداد الجديدة ، الا ان استلام الراتب بدأ بالتلكؤ ، فقد مضت 3 اشهر ولم تستلم دينارا واحدا ، علما ان الاستقطاع مستمر من راتب زوجها ، وعندما سألت المواطنة ( س – ج ) بعض النساء اللاتي يراجعن الدائرة عن هذه المشكلة ؛ اجابهن : بأن هذا الامر طبيعي جدا ، اذ طالما تأخرت رواتبهن الى اكثر من شهر وشهرين ، والدائرة تكتفي بدفع راتب واحد فيما بعد ولا تعوضهن او تعطيهن رواتب الاشهر الماضية المستقطعة .

 

ولا احد يعلم اين تذهب اموال المطلقات وغيرهن - والمستقطعة من رواتب ازواجهن - ، والى متى تستمر مهزلة الاموال المسروقة والمفقودة ، ومن المستفيد منها ...؟!

 

والمفروض بمنظمات المجتمع المدني و لاسيما المنظمات النسوية متابعة هذه القضايا الحساسة ومعالجة هذه المظالم الاجتماعية وظواهر الفساد الحكومية ؛ الا انه لا يوجد اي أثر واضح وفاعل لنشاط تلك المنظمات فيما يخص هذه المسائل المهمة ؛ بل ان بعض المنظمات وهمية او مرتبطة بالسفارات والاجندات الاجنبية المنكوسة او منبثقة من عباءة الاحزاب والشخصيات الفاسدة.

نعم
هل اعجبك المقال