تقييم المقال
حين تمر بشوارع العاصمة الاردنية عمان والعديد من العواصم الكبرى تجد ان جميع الشوارع المهمة والفرعية تحمل اسماء مشاهير العلماء والادباء والشخصيات العامة التي تمثل هوية الوطن وليس الهويات الفرعية.
وهذه المدن لا تكتفي بالارقام للمحلات والازقة والشوارع والساحات فتجد في قلب عمان شارع يحمل اسم الجواهري واخر لبدر شاكر السياب وشوقي والمتنبي وجرير فهي تجمع مابين مشاهير اليوم والامس فتتردد هذه الاسماء على السنة الكبار والصغار وعبر وسائل الاعلام وتستكمل المدارس التعريف بسيرها وانجازاتها فتشكل مصدرا مهما لتشكيل الوعي والهوية الوطنية والانسانية بعيدا عن التسميات الصنمية التي تضع اسم القائد الاوحد في كل مكان الشارع والمستشفى وتكاد ان تضعه في المرافق الصحية وكأن الوطن لم يخلق ويخلد لغيرهم… وحتى حين يتحول النظام فسيكون اسم البديل محتكرا لتسمية كل الاماكن…
وسبق ان اقترحنا على امانات المحافظات ان تشكل لجنة من المختصين لتضع اسماء لشوارعنا تستمد من الماضي والحاضر ولها مواصفات عامة وتمثل الهوية العراقية بعيدا عن الخصوصية القومية والمذهبية لتعريف الاجيال برموز ثقافتنا والاشخاص الذين قدموا خدمات جليلة ومميزة للوطن ومن اصحاب المواقف الشجاعة والنبيلة وتنسجم مع طبيعة المكان وتاريخه وتكون لها علاقة معروفة وبهذا نخلد من يستحق الذكر الطيب ونذكر الناس بهذه الشخصيات خاصةً جيلنا الجديد الذي يجهل اساسيات تاريخه وجغرافيته وادبه ورموز حضارته…
كنا نأمل ان تنجز ذلك الامانات قبل اجراء التعداد ولا باس ان يتم الامر لاحقا لينتمي الناس لا سماء لامعة واخرى عن الطبيعة وما يعبر عن الامل والجمال بدلا من الارقام الميتة للمحلات والحارات والازقة…هل ستفعلها الامانة..
