البحث المتقدم

البحث المتقدم

داعش والتجنيد الإعلاميّ

0 تقييم المقال

يعدّ الإعلام من أهم أدوات التأثير في المجتمعات، ويلعب دورًا بارزًا في تشكيل الرأي العام، وقد برز دوره كثيرًا في العصر الحالي بسبب الثورة الرقمية وتطور التكنلوجيا، إذ باتت أخبار العالم تنقل لحظة بلحظة وبشكل مباشر ومن دون قيد أو شرط.

وقد استثمرت الجماعات المتطرفة ولاسيما (داعش) العديد من المنصّات الرقمية في تصدير أفكارها للعالم، إذ برعت في إنتاج إعلامي ذي جودة عالية، إذ يصور حياة الإرهابين وعملياتهم العسكرية، محاولين إيصال صورة عن بطولاتهم المزعومة، وولائهم للدين، وقد استثمروا هذا الطرح بجذب الشباب فاقدي الهوية والانتماء.

ولم يكن هذا الطرح يستهدف منطقة أو دولة معينة بل كان يوجه لكل دول العالم، إذ كانت تترجم تلك المواد إلى عشرات اللغات، ويتم بثها في كافة المواقع الإلكترونية، وقد تهاونت العديد من المواقع والدول مع تلك المواد الأمر الذي أتاح لداعش فرصة كبيرة لإيصال تلك المواد لملايين المشاهدات في خضون أيام معدودة.

وقد تنوعت المواد المطروحة في تلك المواقع إذ كانت الرسائل تتناسب مع تنوع الجماهير، ويتم التركيز على قضايا تهم كل مجموعة على حدة، ففي المجتمعات الغربية على سبيل المثال، كانت الرسائل تتعلق بالعدالة والظلم المنتشر في العالم والحلم الموعود بدولة العدل التي لا تفرق بين الأبيض والأسود، والغني والفقر، بينما في المجتمعات الإسلامية، كان التركيز على الدعوة إلى العودة إلى (الإسلام الصحيح، وترك الشركيات وعبادة القبور).

وقد لاقى ذلك الطرح تأثيرًا كبيرًا في المجتمعات، فقد كانت تلك المواد بمثابة حرب نفسية على المناطق التي تروم داعش الاستيلاء عليها، الأمر الذي أدى إلى تهجير مئات القرى هرعًا من سيوف داعش، وقوتهم التي لا تقاوم! عبر بث المشاهد الوحشية مثل قطع الرؤوس أو التفجيرات التي صُممت لتزرع الرعب وتثير صدمة عالمية، مما جعل التنظيم حديث وسائل الإعلام الدولية باستمرار، هذا النوع من الدعاية خلق هالة من الخوف والتهديد، ليس فقط في المناطق التي ينشط فيها التنظيم، بل على المستوى العالمي.

وأيضا ساهمت تلك المواد في تجنيد آلاف المتطرفين من حول العالم، إذ تخطت بفضل تلك المنصات الحواجز الجغرافية والسياسية وأوصلت رسائلها المضللة لمختلف دول العالم.

وبذلك استطاعت داعش أن تجعل من التلفاز والهاتف المحمول الذي بين أيدينها سلاحًا ضدنا، لذا لابدّ من تعلم التدريب على كيفية التعاطي مع مختلف المحتويات لئلا نكون مصيدة سهلة لكل من هب ودب.

 

 

 

 

 

نعم
هل اعجبك المقال