في ظلّ العالم الجديد من الجيل الرقميّ، أصبح كلّ شيء يتحكم في توجهّات الناس هو العالم الافتراضيّ عبر مواضيع تصبح تحت عنوان (هاشتاق أو ترند) ممّا يجعل الناس يرغبون في المشاركة بقوة من أجل الترفيه أو مواضيع أخرى متعلقة برقصة جديدة أو تحدٍّ غير نافع وغير علميّ، ونشاهد ترجيح كفة المنشورات السلبية على الإيجابية.
عبر (الترند) صرنا نلاحظ جرّ المجتمع إلى الابتعاد عن استغلال أوقاتهم في شيء ينفعهم إلى المشاركة في (ترند جماعي)، نعم بل كأن من هناك يقود الناس دون بصيرة ووعي، يمشون خلف جملة أو حركة أو فيديو يتمّ تقليده، وهنا يأتي السؤال هل تنطبق الآية القرآنية علينا بأننا نخوض مع الخائضين؟ الجواب على هذا له بعدان (سلبي وإيجابي)
البعد السلبي: ما مدى تأثير (الترند) على المجتمع والفرد؟
- الرغبة في الانتماء إلى السرب الرقمي كي لا يشعر الناس بأنهم لا يُقصوا من المشاركة ممّا يولّد ضغط نفسي لدى الشباب والمراهقين.
- توليد الشعور بالنقص، لماذا لا أعيش وأشارك مثلهم.
- تجربة وتقليد بعض الفعاليات الخطيرة ممّا يسبب أذى للنفس والجسد في بعض الأحيان
خطورة (الترند) في وقتنا الحاضر من منظور أهل البيت عليهم السلام:
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وفي آية أخرى قال الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ...)، وقال الأمام على عليه السلام: (ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرًّا) لذا لا تكن عبدا منساقا إلى غيرك في تقليد الألفاظ والرقص والغناء وغير ذلك، وهذا الترند تنبطق عليه الآية الكريمة
البعد الإيجابي: متى يصبح (الترند) ليس لهوًا؟
عندما يصب في مصلحة القضايا الإنسانية والأخلاقية ونشر المظلومية والتوعية الدينية، لنجعل من عالمنا الرقمي التقليد الأعمى الى فرصة لامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهنا لا تنطبق الآية إذ إن الخوض في الآية كان ذما لا مدحا، لذا فإن الترند المفيد ليس خوضا ولا لهوا إنما هو نشر الفضيلة والفائدة.