في هذا المقال اذكر امرا مهما في عقيدة { الملآ من قريش} ولماذا كرهوا امير المؤمنين{ع} وحاربوه وابناءه الى اليوم. حتى ان احد السياسين قال في مقابلة تلفزيونية صراحة{ اكو ناس ما تحبه} ويعني نفسه وامثاله. فما هي جريرة الامام علي بن ابي طالب[ع] حتى اصبح مكروها لهذا الحد.
المعروف ان اهل مكة كانوا يدينون بعقيدة عبادة الاصنام . أي يعتبرونها بديلا عن الله في الارض. ولذلك كانت جميع اعمالهم العبادية تؤخذ من [ هبل] كبير الاصنام .. اليك امثة: روي: أن أبا سفيان لما رجع إلى مكة في عام الفتح جاء فحلق رأسه عند الصنمين، (أي أساف ونائلة) وذبح لهما، وجعل يمسح بالدم رؤوسهما، ويقول: لا أفارق عبادتكم حتى أموت على ما مات عليه أبي[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج17، ص264.]. في حين كان قصي بن كلاب جد النبي{ص}يكلم قريشا وغيرهم من العرب فينهاهم عن عبادة الأصنام [تفسير الرازي: ج2، ص114].فكان هبل صنم قريش الأعظم يختلف عن بقية الأصنام العرب جاء به عمرو بن لحي من {مناطق شمال دجلة وتحديدا تكريت] كما يذكر ذلك الاستاذ احمد صالح العلي استاد التاريخ في جامعة بغداد. كان (هبل) على صورة إنسان مصنوع من عقيق أحمر وكانت يده اليمنى مكسورة فقامت قريش وصنعوا له يداً من ذهب[ كتاب الأصنام للكلبي: ص28.]
** أسباب تعظيم قريش لهبل: لما جاء عمر بن لحيي بهبل للكعبة لم يكن فيها صنم فنصبه في جوف الكعبة وأمر الناس بعبادته وتعظيمه فكان الرجل إذا قدم من سفره بدأ به الذهاب الى أهله بعد طوافه بالصنم يحلق رأسه عنده)[ السيرة الحلبية: ج1، ص17 ]. والمثير في عقيدتهم العبادية ..كانت امام هبل سبعة أقداح، مختلفة الاستعمالات منها مكتوب في عليه(صريح) والآخر (ملصق) فإذا شكوا في مولود (اهدوا هدية لهبل ثم ضربوا بالقداح، فإن خرج (صريح) الحقوه بابيه ،وإن خرج (ملصق) دفعوه اعتبروه ابن حرام .واقداح تستظهر لهم ما سيجري على الميت وقدح على النكاح؛ وقدح مكتوب فيه (الغفل) إذا اختلفوا فيمن يحمله منهم ضربوا به فعلى من خرج يحمله؛ وقدح فيه (بها) وقدح فيه (ما بها) إذا أرادوا أرضا يحفرونها للماء لغرض الشرب)[ السيرة الحلبية: ج1، ص18]. اذن لهبل رأي في الأنساب والأعراض ونزاهة المواليد، وله رأي في الأموات، اما قدح الميت، لاعتقادهم في مصيره هل يعذب في قبره او يكرم.
هذا يعني أن قريشاً كانت تؤمن بما بعد الموت. لذلك احدهم يوصي ولده يقول أدفنوا معي راحلتي فيربطون ناقته ويشدونها على قبره ويتركونها حتى تموت فتلتحق بصاحبها حتى يركبها اذا نفخ في الصور يوم القيامة. هذا المعتقد كتبه الفقعسي بأبيات جريبة بن الأشم يوصي ولده:
يا سعد إما أهلكنّ فإنني *** أوصيك إن أخا الوصاة الأقرب
لا تتركن أباك يعثر راجلاً *** في الحشر يصرع لليدين وينكب
واحمل أباك على بعير صالح *** وتق الخطيئة إن ذلك أصوب
ولعل لي مما جمعت مطية *** في الهار أركبها إذا قيل أركبوا
هذا الصنم قلعه علي بن ابي طالب ليلة الهجرة او قبلها بليلة حين جاء به رسول الله وحمله على كتفه وصعد على سطح الكعبة وهدم الههم الكبير .
وقد وثقها عبد الباقي العمري وذكرها ابن ابي الحديد في شرح النهج ..منها.
أنت العلي الذي فوق العلا رفعا/ ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا/ وأنت باب تعالى شأن حارسه/بغير راحة روح القدس ما قرعا /وأنت ذاك البطين الممتلىء حكما/ وأنت أنت الذي حطت له قدم / في موضع يده الرحمن قد وضعا // عالجت بالبيض أمراض القلوب ولو // كان العلاج بغير البيض ما نجعا/ والسلام عليكم