يعتبر فقهاء الشيعة والسنة الانتحار من الكبائر، ويصفون المنتحر بالفاسق. عند أهل البيت (ع) الفاسق هو كل من خرج عن طاعة الله تعالى، سواء بارتكاب معصية كبيرة أو الإصرار على صغيرة ويستخف بالمحرمات ربما الفاسق مسلم ولكنه ناقص الإيمان، وصفاته البارزة في القرآن الكريم: نقض عهد الله،والفساد في الأرض، تكذيب ايات الله ويعمل بالظلم.
تعريف الانتحار: وفقًا للتعريفات الفقهية الانتحار هو فعل اختياري يقوم به شخص لإنهاء حياته وقتل نفسه، وتجتمع في المنتحر صفة الجاني والمجني عليه يُعرَّف من يقوم به لإنهاء حياته بإرادته ،بفعل يؤدي به إلى الموت،وقرار الحياة والموت بيد الله وبقاء الروح في جسد الانسان من مختصات الله تعالى.
النصوص الشرعية وفتاوى الفقهاء وفقا لاحاديث المعصومين (ع) تؤكد على حرمة الانتحار وتتوعد فاعله – جتى لو صدرت ضغوط وظلم من الاخرين لان النفس التي آتيناها هي ملك لله اودعها امانة عندنا نستخدمها الى اجل مسمى لنعيش بها لا نقض عليها بأيدينا. وعقوبة الانتحار هو الخلود في النار ولا ينجو من العذاب الاخروي الذين ضغطوا او كذبوا عليه لينتحر . عن أبي ولاد الحناط قال: سمعت الصادق{ع} يقول: من قتل نفسه متعمدا فهو في نار جهنم خالدا فيها.وقال الصادق(ع): من قتل نفسه متعمدا فهو في نار جهنم خالدا فيها، قال الله تعالى ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا﴾. ذكر الكليني عن أبي جعفر الباقر(ع) - في حديث - قال: إن المؤمن يبتلى بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه.
وردت قصة "قزمان" في البخاري ومسلم، حيث قاتل "قزمان" قتالًا شديدًا مع في غزوة بدر، حتى قال عنه الصحابة: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ قزمان فقال لهم رسول الله{ص} إنه من أهل النار، فقال رجل: أنا صاحبه اليوم وصار يتبعه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه، حتى جرح الرجل جرحا شديدا فاستعمل ذبابه سيفه بين ثدييه وغرزها في صدره فمات .فخرج الرجل إلى رسول الله{ص}فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، خرجت في طلبه فلما جرح جرحا شديدا استعجل الموت فوضع ذبابه سيفه بين ثدييه وقتل نفسه، فقال رسول الله{ص}:إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة.
وردت رواية ان النبي{ص}اراد ان ينتحر وقد روى البخاري قال الزهري أخبرني عروة عن عائشة أنها قالت :ثم ان ورقة بن نوفل توفي ، وفتر الوحي فحزن النبي {ص}حتى غدا منه ان يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، كلما بلغ ذروة جبل لكي يلقي منه نفسه ، بدّى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك قلبه وتقر نفسه فيرجع يقولون تكررت المحاولة عدة مرات ويمنعه جيرائيل .
وعندنا انه كان قوي العزيمة لا تهزه العواطف. وردت رواية عن الامام علي{ع} ان النبي {ص}حين اوذي في ثقيف كان دعاءه مناجاة عظيمة . قال:اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني؟ أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع علي أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك. .